لتوسيع دائرة سلطته.. صدام حفتر يضع مصارف شرق ليبيا تحت خدمته حسب موقع “أفريكا أنتليجنس”

كشف موقع “أفريكا أنتليجنس” الاستخباراتي أن صدام حفتر يسعى للسيطرة على المؤسسات المصرفية في شرق ليبيا، ومن خلال مصادر التمويل هذه سيتمكن من تعزيز قاعدة سلطته ودفع رواتب “قواته”.

وأضاف الموقع الفرنسي في تقرير له، أن صدام حفتر يتولى إدارة الإستراتيجية المالية للعائلة خاصة في القطاع المصرفي، وهو يعمل على تعزيز سيطرته على المؤسسات المصرفية في برقة تدريجياً، وقد تمكن خلال الأشهر القليلة الماضية من وضع رجاله في مناصب إستراتيجية في عدة بنوك، وهي خطوة ستسمح له باستخدام الاعتمادات للحصول على العملات الأجنبية.

وقال “أفريكا أنتليجنس” إن آخر مناوراته كانت إنشاء مصرف مركزي موازٍ في المنطقة الشرقية برئاسة نائب المحافظ “علي الحبري”، الذي أُقيل في 22 نوفمبر الماضي بعد تصويت مجلس النواب على ذلك واتهامه بالفساد، وأكد أن مصير “الحبري” حدد خلال مفاوضات في منتصف نوفمبر بين “إبراهيم الدبيبة” ابن شقيق رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وصدام حفتر.

وأشار الموقع الاستخباراتي إلى أن الصفقة التي تمت لاستبعاد “الحبري” كانت تهدف إلى وضع حد لسياسته المالية حيث أظهر استعدادا أقل لطباعة النقود، كما أنها ستسمح لخليفة حفتر باكتساب المزيد من السيطرة على المؤسسة المالية في المنطقة الشرقية، حيث تم استبدال “الحبري” بالمصرفي الموالي لحفتر “مرعي البرعصي” مدير مصرف الوحدة.

وأشار الموقع إلى أن الإطاحة بـ”الحبري” أثارت ضجة داخل مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي، وقال إن ذلك أوقف عملية إعادة التوحيد التي بدأت هذا العام برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي كانت من المفترض أن تؤدي إلى آليات للحكم الرشيد والشفافية في الحسابات الموحدة للبلد، حيث كانت شركة “ديلويت” الأمريكية مسؤولة عن تنفيذ ومراقبة العملية.

وقال “أفريكا أنتليجنس” إن محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” حافظ على دفع رواتب “قوات” حفتر على الرغم من الحصار النفطي المتكرر الذي دبره هذا الأخير والذي حرم المركزي من مصدر أمواله الرئيسي، وأوضح أن الكبير يتمتع أيضا بعلاقات جيدة مع أشخاص مشتركين مع صدام حفتر.

ولفت الموقع الفرنسي إلى أن “صدام حفتر” هو حليف لرجل الأعمال المصراتي “محمد طاهر عيسى”، كما أن ابن شقيق المحافظ “حاتم الكبير” مقرب من “عيسى” والذي هو نفسه مرتبط بأحد الرجال الرئيسيين في شبكة حفتر “أحمد العشيبي” الذي يتخذ من دبي مقراً له منذ عام 2014 ويساعد صدام حفتر في إنشاء شبكاته المالية المختلفة وفق قوله.

وأوضح الموقع أن “العشيبي” ساعد “صدام حفتر” في الحصول على موطئ قدم في مصرف التجارة والتنمية في بنغازي، تحت إشراف مصرف ليبيا المركزي وقد استخدم صلاته للإطاحة برئيس المصرف “جمال الطيب عبد الملك” في مايو الماضي، حيث عزل بعد اتهامات بالفساد وحل محله “وسيم الزوي” المقرب من صدام حفتر، فيما تمكن “العشيبي” من الاستحواذ على حصة كبيرة في مساهمة مصرف التجارة والتنمية بفضل هذه المناورة.

وأكد “أفريكا أنتليجنس” أن القبضة التي أحكمها “صدام حفتر” في المنطقة الشرقية ستمكنه من تمويل الطموحات العسكرية للجيش ومعداته وعملياته، لكن الأموال يمكن أن تكون مفيدة أيضًا لأغراض سياسية أكثر، ومع تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المزمع إجراؤها في ديسمبر العام الماضي، يمكن لصدام حفتر أن يستخدم هذا التأجيل لبناء آلة سياسية للتحضير للحملة الانتخابية الخاصة بهم.

المصدر: أفريكا أنتليجنس

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة