بسبب فاغنر وليبيا.. كيف أغضبت الإمارات واشنطن وتلاعبت بالنظام السياسي الأمريكي؟

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الإمارات أغضبت الولايات المتحدة بعد أن قالت هيئة الرقابة بالبنتاغون إنها مولت مجموعة فاغنر وهم مرتزقة روس مقربون من الكرملين ومتهمون بارتكاب فظائع في ليبيا وأوكرانيا وأفريقيا.

وأوضحت الصحيفة في تقرير بعنوان “تقرير استخباراتي أمريكي يقول إن حليفا خليجيا رئيسيا تدخل في السياسة الأمريكية”، أن المخابرات الأمريكية أعدت تقريرا سريا، يشرح بالتفاصيل جهود الإمارات المكثفة للتلاعب، رغم أنها تعد منذ فترة طويلة شريكا وثيقا وموثوقا به من قبل واشنطن.

ونقلت “واشنطن بوست” عن 3 أشخاص إلى أن تلك الأنشطة تشمل محاولات غير قانونية وقانونية لتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية بطرق مواتية للسياسة الإماراتية، إضافة إلى استغلال نقاط ضعف الحوكمة الأمريكية، بما يشمل إمكانية التأثير على جماعات الضغط القوية والتراخي في إنفاذ القوانين المتعلقة بالحماية من تدخل حكومات أجنبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المطلعين على التقرير – الذين أبلغوها بفحواه – اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم لسرية المعلومات التي جرى الاطلاع عليها، ولفتت إلى أن التقرير جرى إعداده من قبل مجلس الاستخبارات الوطني، وجرى إطلاع كبار صانعي السياسة الأمريكية عليه في الأسابيع الأخيرة، لتوجيه عملية صنع القرار في الشرق الأوسط وتحديدا الإمارات.

واعتبرت “واشنطن بوست” أن المميز في التقرير تركيزه على عمليات التأثير لدولة صديقة، بخلاف القوى المعادية مثل روسيا والصين وإيران، ولفتت إلى أنه من غير المألوف قيام مجلس الاستخبارات بفحص التفاعلات التي يشارك فيها مسؤولون أمريكيون عن كثب في الداخل، بالنظر إلى أنه مفوض بالتركيز على التهديدات الخارجية، وفق قولها.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن العلاقة فريدة من نوعها مع أبوظبي، وكانت واشنطن قد وافقت على بيع الإمارات عددا من معداتها العسكرية الأكثر فتكا وتطورا، بما فيها طائرات مسيرة من نوع (أم كيو 9) بريداتور، وطائرات متطورة من طراز (أف 35)، وهو امتياز لا يمنح لأي دولة عربية أخرى؛ بسبب القلق من تقلص التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن بعض عمليات التأثير الواردة في التقرير معروفة لدى متخصصي الأمن القومي، لكن هذه الأنشطة تصاعدت بسبب عدم رغبة واشنطن في إصلاح قوانين التأثير الأجنبي أو توفير موارد إضافية لوزارة العدل، ووصفها بعض المطلعين على التقرير بأنها أنشطة أخرى تشبه إلى حد بعيد التجسس.

وقالت صحيفة “واشطن بوست” الأمريكية إن الإمارات دولة بلا انتخابات أو أحزاب سياسية أو حتى قضاء مستقل، وانتقاد الحكومة محظور، وتصنف من بين أقل البلدان حرية في العالم.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن البيئة السياسية الخانقة تقف في تناقض صارخ مع العروض العالمية الفخمة في البلاد.

المصدر: واشنطن بوست

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة