دعا حزب العمال البريطاني رئيسة الوزراء البريطانية “ليز تراس” إلى إقالة رئيس ديوان مقر الحكومة “مارك فولبروك” بعد كشف تورطه في تلقي أموال نظير الضغط لصالح باشاغا لدى الحكومة البريطانية، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وقال حزب العمال “البريطاني” عبر رسالة أرسلتها نائبة رئيس حزب العمال “أنجيلا راينر” وزميلها وزير خارجية الظل “ديفيد لامي” إلى رئيسة الوزراء، إن منصب مارك فولبروك كرئيس لموظفي “داونينج ستريت” لم يعد قابلا للاستمرار بعد أن تم الكشف عن أنه قبل تعيينه “رئيسا للموظفين” حاول تغيير السياسة الخارجية للمملكة المتحدة من خلال ترتيب لقاء وزيرين في حكومة بوريس جونسون السابقة مع فتحي باشاغا، وهو سياسي ليبي له ارتباطات بمجموعة فاغنر الروسية، بحسب الصحيفة.
وكانت صحيفة الغارديان قد ذكرت في وقت سابق أن “فولبروك” بصفته الرئيس التنفيذي لشركة “استراتيجيات فولبروك”، ضغط نيابة عن باشاغا، لكن صحيفة صنداي تايمز اتهمته أنه رتب لباشاغا أن يأتي إلى لندن في يونيو، حيث التقى بوزير التجارة آنذاك “كواسي كوارتينغ”، ووزير التعليم آنذاك “ناظم الزهاوي”.
وأوضحت الصحيفة أن كلا الوزيرين لم يسجلا “رسميا” هذه الاجتماعات، التي يبدو أنها كانت تهدف إلى إقناع الحكومة البريطانية بتبني سياسة الحياد الواسع في ليبيا ودعم باشاغا.
وكشفت الصحيفة أن “كوارتينغ” سبق وأن دافع عن حفتر وكتب منشورا (مقال على صحيفة الإيفينينغ ستاندرد اللندنية) يدعو فيه بريطانيا إلى تغيير وجهتها نحو الرجل القوي “حفتر”، موضحة أنه قد فعل ذلك بعد زيارة لليبيا في مارس 2017 عندما كان عضوا في البرلمان مع وفد من حزب المحافظين اليمينيين ، حيث التقى “كواسي كوارتينغ” بحفتر صحبة “ليو دوخيرتي”، الذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية المسؤول عن أوروبا.
وجاء في الرسالة مشتركة إلى رئيسة الوزراء، أن استمرار وجود “فولبروك” لا يشكل خطرا أمنيا محتملا فحسب، بل يمثل تهديدا مستمرا لمصداقية وآفاق دبلوماسية المملكة المتحدة وللمعايير الأخلاقية في الحكومة، وقالا إنه الآن لا مكان لفولبروك في 10 داونينغ ستريت.
كما دعا حزب العمال إلى إجراء تحقيق كامل ومستقل في الحادثة وتداعياتها على دبلوماسية المملكة المتحدة ، فضلا عن الأخلاق واللياقة في الحكومة، وهو (ايضا) يشمل دور وسلوك الوزراء والمسؤولين في تسهيل زيارة باشاغا والتواصلات اللاحقة، في انتهاك واضح للموقف الدبلوماسي البريطاني الراسخ، فضلا عن فشل التدقيق والمنهج في داونينغ ستريت، بحسب الصحيفة.
وأشار لامي إلى أن هذا الفعل الذي تم القيام به كان لقلب الموقف الدبلوماسي لبريطانيا نيابة عن كيان خارجي، وذلك من خلال (تنسيق) زيارات لم تتم الموافقة عليها من قبل وزارة الخارجية أو من قبل 10 داونينغ ستريت (رئاسة الوزراء) بالإضافة الى الاجتماعات مع الوزراء التي لم يتم الإعلان عنها
وأكد لامي أن هذا يثير أسئلة خطيرة حول تورط رئيس الموظفين التابع لرئيسة الوزراء في جهود ضغط ضبابية و”مليئة بالوحل” مدفوعة الأجر من أجل وكلاء أجانب، وفق ما نقلته الصحيفة.
صحيفة الغارديان البريطانية