اشتباكات طرابلس.. مناكفة بين الدبيبة وباشاغا، ولا موقف للرئاسي، وإدانات دولية واسعة

أثارت الاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة سوق الثلاثاء ليلة الجمعة بين مجموعات مسلحة وصفت بـ”الخارجة عن القانون” و”بعدم المنضبطة”، ردود فعل قوية وإدانات شديدة اللهجة دوليا ومحليا.

تحذير أممي وتهديد

وتعليقا على تلك اشتباكات دعت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا “ستيفاني وليامز” إلى التهدئة وحماية المدنيين، قائلة في تغريدة على حسابها بتويتر: “طفح الكيل.. كفى يعني كفى.. أدعو إلى الهدوء التام وحماية المدنيين في كل مكان من ليبيا وفي كل وقت”.

من جهتها أعربت البعثة الأممية عن قلقها إزاء اشتباكات سوق الثلاثاء، مؤكدة أنها تلقت أنباء عن تحشيد من قبل جماعات مدججة بالأسلحة الثقيلة من المناطق المحيطة بطرابلس.

وناشدت البعثة الأطراف الليبية الأمنية والسياسية، ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتحلي بصفات القيادة المسؤولة وحل جميع الخلافات عبر الحوار، كما ناشدت جميع الليبيين بذل كل ما بوسعهم للحفاظ على استقرار البلاد الهش في هذا الوقت الحرج، مشيدة بجهود الأطراف التي عملت على نزع فتيل الاحتقان.

وفي سياق متصل، قالت البعثة الأممية إن الأمم المتحدة والشركاء الدوليين والأطراف الليبية، يبذلون جهوداً لوضع إطار دستوري يمكن من تنظيم انتخابات وطنية في أقرب فرصة ممكنة، مشيرة إلى أنه من المزمع أن تُستهل الجولة الثالثة والأخيرة من محادثات القاهرة يوم غد الأحد 12 يونيو.

صادم ومخز

سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا “خوسيه ساباديل”، وصف من جانبه اشتباكات ليلة الجمعة في جزيرة سوق الثلاثاء بالعاصمة طرابلس، بالأمر الصادم، قائلا: “ما حدث يوم أمس في سوق الثلاثاء صادم ومخز .. تم إطلاق النار في محيط حديقة حيث يركض الأطفال ويلعبون .. الأماكن العامة في طرابلس ملك للعائلات وليس للمسلحين”.

وعبرت سفارة المملكة المتحدة لدى ليبيا عن تأييدها الكامل للبيان الذي وصفته بالمهم الصادر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وعن إدانتها لاشتباكات الليلة الماضية في طرابلس، مؤكدة أن المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف للحفاظ على الاستقرار لما فيه الخير للشعب الليبي. وفق قولها.

“سيدفعون الثمن”

سفير الولايات المتحدة ومبعوثها الخاص إلى ليبيا، كتب عي حسابه بتويتر تعقيبا على الأحداث نفسها: “لا ينبغي أن تستمر مثل هذه الاشتباكات أو تتصاعد .. سيدفع المسؤولون عن هذه الاشتباكات الثمن من الشعب الليبي وكذلك المجتمع الدولي”.

محليا عبر كل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، عن إداناتهم لاشتباكات سوق الثلاثاء.

مجوعة تحاول الرجوع للحرب

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، أنه لا يمكن الخروج من المأزق السياسي في ليبيا إلا عبر دستور واضح وانتخابات رئاسية وبرلمانية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يرى أن الانتخابات هي الحل السليم والأمثل للخروج من الأزمة، وأن بعض الأطراف تحاول الرجوع إلى الحرب لتمكين مجموعة بعينها، وفق قوله.

من جهته أكد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، تعليقا على اشتباكات ليلة الجمعة، أن حماية المدنيين لا يتحقق إلا من خلال ترتيبات أمنية بإشراف البعثة الأممية لإخلاء العاصمة من كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأنه لا يمكن للأمن أن يستتب وللسلام أن يستقر، دون وجود دولة تحظى سلطاتها بالشرعية الدستورية والقانونية، وهذا ما يحثهم على المضي قدما نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وفق تعبيره.

باشاغا يهاجم الدبيبة

ولم يفوت باشاغا الفرصة دون اتهام خصمه الدبيبة بعدم قدرته على ضمان أمن العاصمة ولا إجراء انتخابات قائلا في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر قائلا: “لا يمكن الثقة في عصبة خارجة عن القانون منتحلةً للصفة، أن تضمن إجراء انتخابات وهي فاقدة للسيطرة على أمن وسلامة المواطنين.. آثرنا السلام على القتال ومددنا أيدينا لكل الأطراف وظفرنا بتوافق ليبي ليبي بين مجلسي النواب والدولة، وتوجنا هذا التوافق بميلاد حكومة ليبية لكل الليبيين دون استثناء.. حريصون أشد الحرص على حماية المدنيين وحرمة الدم الليبي، أرواح الأبرياء صارت مهددة جراء الفوضى.

“مجموعات غير منضبطة”

رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري دان هو الآخر الاشتباكات بمناطق مكتظة بالعائلات، والاستهتار بأرواح المواطنين من قبل مجموعات مسلحة وصفها بـ”غير المنضبطة”، داعيا المجلس الرئاسي والحكومة لفتح تحقيق في الحادثة ونشره للرأي العام، ومعاقبة المتورطين وتحميلهما مسؤولية الفوضى في حال عدم فعل ذلك.

صمت للرئاسي

من جهته التزم المجلس الرئاسي حتى اللحظة الصمت إزاء الاشتباكات الخطيرة التي شهدتها العاصمة، ولم يصدر عنه ولا عن رئيسه محمد المنفي أي تعليق بالخصوص، رغم ردود فعله المنددة إزاء الأحداث المماثلة التي صاحبت محالة دخول باشاغا وحكومته طرابلس في وقت سابق.

يذكر أن منطقة سوق الثلاثاء بطرابلس، شهدت في الليلة الفاصلة بين يومي الجمعة والسبت، حيث تخرج العائلات إلى نزهة نهاية الأسبوع، اشتباكات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، مما أثار حالة من الذعر في صفوف المواطنين نساء وأطفالا، قبل أن تتدخل قوات اللواء 444 وتخرج العائلات والعالقين من محيط الاشتباكات، لتتوقف الاشتباكات نهائيا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة