أزمة طاقة.. في بلد الطاقة

لا يزال ملف الكهرباء يشكل أزمة منذ سنوات، فمع دخول فصل الصيف، تبدأ الشركة العامة للكهرباء في العودة إلى برنامج طرح الأحمال الذي تكون ذروته خلال هذا الفصل، الذي يزداد فيه الطلب على الطاقة.

فشل في حل الأزمة

كشف ديوان المحاسبة في تقاريره السنوية، عن فشل الشركة في توفير الطاقة للمستهلكين على الرغم من تلقيها مليارات الدينارات كدعم ضمن الميزانيات العامة للدولة في السنوات السابقة.

وفي تقريره الصادر عن عام 2020 ذكر الديوان، أن الشركة العامة للكهرباء أنفقت حوالي 3.8 مليار دينار على مشروعات الإنتاج خلال السنوات السابقة، دون دخول أي إضافة تذكر على وحدات الإنتاج.
وأشار الديوان إلى عدم جدية الدولة والشركة العامة في استكمال المشاريع رغم العجز الكبير في الشبكة العامة للكهرباء.

طرح أحمال مضاعف

ويبدو أن هذا الصيف ستكون ساعات طرح الأحمال فيه مضاعفة، مع توقف إمدادات الغاز لمحطات توليد الطاقة بحسب ما أعلنت الشركة العامة للكهرباء.

وقالت الشركة في مؤتمر صحفي، إن شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز أبلغتهم بإيقاف إمدادات محطات الكهرباء بالمنطقة الشرقية، مما سيؤثر سلبا على إنتاج محطتي الزويتينة وشمال بنغازي. وأضافت الشركة أنه إذا استمر وقف هذا الإمداد فستخرج الوحدات التي مازالت تعمل بالغاز عن العمل، ما سيتسبب في فقدان 320 ميغاوات وانخفاض الإنتاج إلى أقل من 50%، وبالتالي زيادة في طرح الأحمال.

شركة الكهرباء كشفت عن تحويل بعض الوحدات بمحطات المنطقة الغربية، من العمل بالغاز الطبيعي إلى الوقود السائل، معتبرة أن أزمة الوقود والغاز تتحمل مسؤوليتها الدولة ولا علاقة لها بها، وأن الحكومة هي المسؤولة عن إيجاد الحلول.
كما أشارت إلى أن حجم الاستهلاك المتوقع لهذا العام، سيبلغ 9000 ميغاوات، بينما سيبلغ حجم الإنتاج 7000 ميغاوات، بعجز يقدر ب 2000 ميغاوات. 

أزمة مستمرة

وأوضح رئيس المؤسسة الليبية للاستثمار السابق والخبير الاقتصادي محسن الدريجة، أن شركة الكهرباء لم تتقيد بالخطة التي أعدتها مجموعة من المختصين من منظمات التنمية الألمانية والأمريكية والأمم المتحدة مع مجموعة من الشركة العامة للكهرباء.

وأشار الدريجة عبر صفحته بموقع فيسبوك، إلى أن بعض محطات توليد الطاقة ستدخل الصيانة لأنها لم تصن في موعدها ولهذا ستستمر أزمة الكهرباء هذا الصيف حتى بعد دخول الوحدات الجديدة.

وتابع الدريجة أن المجموعة أوصت باستكمال المشاريع المتعاقد عليها (غرب طرابلس، مصراتة، طبرق) وعدم التعاقد على أي محطات أخرى، وصيانة المحطات والشبكة لتستعيد قدرتها كاملة.

وأضاف الدريجة أن مدة إنجاز المشروع هي 18 شهرا، وتكلفته مليارا و600 مليون دولار، حيث سيوفر 10.5 جيجا بينما أعلى استهلاك في ليبيا 8.5 جيجا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة