في مقابلة صحفية.. نورلاند يلوح بمعاقبة معرقلي الانتخابات ويعتبر المسار الاقتصادي مساويا لمسار 5+5

شدد السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على أن الخروج من المأزق السياسي الراهن في ليبيا يكمن من خلال تنظيم انتخابات في أسرع وقت.

وقال نورلاند في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، إنه ثمة فرصة لتعزيز الحكم الرشيد من خلال التعاون بخصوص إدارة عائدات النفط الليبية، والتي يمكن أن تنمو بشكل كبير بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة القدرة الكاملة على الإنتاج.

وأضاف نورلاند أن الأطراف الليبية المعنية عقدت اجتماعات، بدعم من مجموعة العمل الاقتصادي لعملية برلين، للاتفاق على النفقات ذات الأولوية، مثل الرواتب والدعم، وكذلك آلية لضمان الشفافية والمساءلة في الإنفاق، مؤكدا أنه يجب أن يشارك ممثلون عن المؤسسات الرئيسية في جميع أنحاء البلاد في آلية المساءلة من أجل بناء الثقة في أن الأموال لا يجري تحويلها لمسارات أخرى، قائلا إنه ينظر إلى ذلك باعتباره المكافئ المالي للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5.

وتابع نورلاند أنه يمكن لعملية الإدارة المالية المشتركة التي تقودها ليبيا العمل بمثابة جسر لتحقيق استقرار الوضع السياسي وتمهيد الطريق أمام عقد الانتخابات في أقرب وقت ممكن.

وعدّ نورلاند الإصدار الأخير لبيانات الإنفاق من قبل البنك المركزي الليبي خطوة أولى مهمة نحو الشفافية، مبينا أنه بناءً على الاجتماع الذي شاركت فيه مؤسسات ليبية في 25 مايو في تونس، فإن هناك إمكانية لإحراز تقدم حقيقي على صعيد التنفيذ المبكر لهذه العملية، مشددا على أن الليبيين وقادتهم فقط هم من بإمكانهم اتخاذ قرار بهذا الشأن.

وأضاف نورلاند بأنه يجب عدم السماح بوقوع أعمال عنف مرة أخرى في أي مكان في البلاد، محذرا من سماهم “مقوضي السلام والأمن والاستقرار” من أن يخاطروا بالتعرض للعقوبات والعزلة، مؤكدا أنه يجب على القوى السياسية المتنافسة الحديث وممارسة نفوذها من أجل تهيئة الظروف لعقد الانتخابات في أقرب وقت ممكن.

وأعرب نورلاند عن أمله في أن يتوصل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إلى اتفاق عند استئناف المحادثات في 12 يونيو، قائلا إن الانتخابات يمكن أن تحدث في وقت أقرب مما يعتقده معظم الناس، فلا توجد طريقة أخرى لإقرار القيادة الواضحة والشرعية التي يطالب بها الليبيون بحسب قوله.

وعن مرتزقة فاغنر في ليبيا، قال نورلاند إنهم عاينوا تقارير عن رحيل بعض قوات «فاغنر»، ولكن أنشطتها المزعزعة للاستقرار في ليبيا والساحل لا تظهر بوادر للتراجع، ووجودها يقوض الاستقرار، مؤكدا أنها انتهكت حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا وما تزال أفخاخها تشكل تهديداً خطيراً للمدنيين.

وأوضح نورلاند أن المطلوب وضع برنامج يتميز بأبعاد اقتصادية واجتماعية وعسكرية وسياسية؛ لعملية نزع السلاح وتسريح المقاتلين وإعادة الإدماج الذي سيعيد الشباب في الجماعات المسلحة إما إلى الحياة المدنية أو يمكّنهم من الانضمام إلى هيكل عسكري ليبي وطني حقيقي.

وعن اتصاله بسيف الإسلام القذافي أكد نورلاند عدم تواصلهم، ولكنهم في إطار إشراك مختلف ألوان الطيف السياسي فهم على اتصال مع الليبيين «الخضر» بحسب وصفه، لافتا إلى أن سيف الإسلام شخص وجهت إليه «المحكمة الجنائية الدولية» اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما أنه أدين من جانب محكمة ليبية لتصرفاته المؤسفة ضد الشعب الليبي مثل التحريض على القتل والاغتصاب، بحسب قوله .

وأشار نورلاند إلى أن الجماعات الإرهابية تبذل جهودها لضرب الأراضي الليبية مرة أخرى، ويجب أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار للقادة الليبيين بشأن الحاجة إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن لتوحد البلاد وهياكلها الأمنية حتى يمكن استعادة السيطرة على الحدود.

وأكد السفير الأمريكي أنهم وقفوا بثبات مع الشعب الليبي في ثورته لإقامة هياكل ديمقراطية بعد نهاية الديكتاتورية، مؤكدا استمرار الوقوف إلى جانب الليبيين وهم يكملون ثورة ديمقراطية بدأوها منذ أكثر عن عقد بحسب وصفه.

وأشار نورلاند إلى أنهم يعملون على دعم الإدارة الشفافة لعائدات النفط الليبي ودعم جهود الأمم المتحدة لتسهيل الانتخابات التي يتوقعها الليبيون.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة