صحيفة أمريكية: واشنطن تحشد الموارد البشرية والدبلوماسية تجاه ليبيا

قالت صحيفة “كريستشن ساينس مونيتور” الأمريكية إن الولايات المتحدة -مدفوعة بأزمة الطاقة في أوكرانيا التي سببتها الحرب- زادت بشكل كبير من مشاركتها في النزاعات الداخلية في ليبيا بعد سنوات من الغياب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الدبلوماسية الأمريكية بين الحكومات والفصائل وأعضاء البرلمان ومن سمتهم أمراء الحرب الليبيين المتنافسين أحرزت تقدمًا نحو تسوية ليبية لتقاسم عائدات النفط وإعادة الإنتاج بالكامل، بعد إغلاق خليفة حفتر حقول الخام ما أدى إلى خسارة 600 ألف برميل أي ما يقدر بـ60 مليون دولار يوميًا.

وأضافت “كريستشن ساينس مونيتور” أن المسؤولين الغربيين الذين يروجون لاتفاقية عائدات النفط الشفافة التي يشجعونها على أنها مكسب لليبيين، يأملون أن تستخدم كنقطة انطلاق نحو تسوية سياسية أوسع، قائلة إنه وراء التركيز الأمريكي والغربي المتجدد على ليبيا هناك منافسة محتدمة مع موسكو.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تتطلع بقلق إلى وجود مجموعة فاغنر الروسية، وأكدت أنه مع سحب 400 مرتزق مؤخرًا إلى أوكرانيا، لا تزال المجموعة تحتفظ بمجموعة عسكرية كبيرة شرق ليبيا حيث تسيطر على 3 مهابط للطائرات وتستخدم البلاد كنقطة انطلاق سرية للأنشطة الروسية في إفريقيا.

وقالت “كريستشن ساينس مونيتور” إنه ما لم يكن الغرب قادرًا على مواجهة نفوذ موسكو قريبًا، يخشى المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون أن روسيا قد تقرر استخدام أصولها في ليبيا ضد الناتو وأوروبا إما عن طريق تسهيل الهجرة الجماعية أو تصدير التطرف أو ببساطة وقف تدفق النفط.

وأشارت صحيفة “كريستشن ساينس مونيتور” إلى أن الليبيين يظلون حذرين من هذه التطورات ويتساءلون عما إذا كان الاهتمام الأمريكي المتجدد بليبيا قد ينتهي باتفاق يضحي بالديمقراطية والاستقرار من أجل المصالح الجيوسياسية قصيرة المدى للغرب، وهل يمكن الوثوق بالدوافع الأمريكية؟

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أمريكية قولها إنه في الوقت الذي تستجيب فيه الولايات المتحدة للتحديات الجيوستراتيجية التي تفرضها ليبيا، فإنها تحشد الموارد البشرية والدبلوماسية تجاه البلاد، ولفتت إلى اتخاذ خطوات أولية لإعادة فتح السفارة الأمريكية في طرابلس، التي جرى إغلاقها في 2014.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن القرار النهائي لإعادة فتح السفارة في طرابلس يتطلب موافقة كل من البيت الأبيض والكونغرس، فيما قالت مصادر دبلوماسية إن واشنطن تلعب دور “اللحاق بالركب” بعد سنوات من تفويض صنع السياسة في ليبيا لحلفائها فرنسا والإمارات ومصر الأمر الذي سمح لروسيا بدخول الصراع.

وأكدت “كريستشن ساينس مونيتور” أن الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة يدفعون باتجاه الاستفادة من فترة السلام في ليبيا للضغط مرة أخرى لإجراء الانتخابات، بعد فشل المحاولات التي قادتها الأمم المتحدة لإجرائها في ديسمبر الماضي بسبب الخلافات حول أهلية المرشحين والإطار الدستوري والمخاوف الأمنية.

وقالت الصحيفة إن الليبيين والمراقبين حذروا على المدى الطويل من أن الاندفاع نحو الانتخابات دون حكومة موحدة أو دستور أو جيش موحد قد يقود واحدًا أو أكثر من أمراء الحرب إلى محاولة السيطرة على البلاد من خلال صناديق الاقتراع وفرض نظام استبدادي مشابه لنظام حكم القذافي.

المصدر: صحيفة كريستشن ساينس مونيتور

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة