انقسام جديد داخل مجلس الأمن حول ليبيا، وطلب تعيين مبعوث أممي يوحد المنقسمين

صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة 3 أشهر قادمة، بعد أن فشل المجلس في التمديد لمدة عام مقبل؛ جراء رفض روسيا لهذا الأمر، ليظهر الانقسام الدولي حول ليبيا مجددا للعيان.

خيبة أمل أمريكية

وأعرب المندوب الأمريكي في مجلس الأمن عن خيبة أمل الولايات المتحدة جراء فشل مجلس الأمن في التصويت على قرار تمديد ولاية البعثة الأممية لعام مقبل. 

وقال المندوب الأمريكي إن البعثة الأممية شريك أساسي لليبيا وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، والتي تتزامن مع اجتماعات المسار الدستوري بإشراف الأمم المتحدة وإعادة العملية السياسية إلى مسارها. 

وذكر المندوب الأمريكي أن اعتماد قرار تمديد ولاية البعثة الأممية في صورته الحالية لا يوفر الدعم اللازم، ويرسل رسائل خاطئة للشعب الليبي ويسمح للمخربين بالحفاظ على الوضع القائم أو ماهو أسوء. 

وأوضح المندوب الأمريكي أن هناك خيبة أمل أخرى جراء طلب روسيا حذف عناصر عديدة من هذا القرار كانت ستوفر للبعثة الأممية التوجيه والمصادر المطلوبة في تنفيذ قضايا مهمة، كالمصالحة الوطنية، وإصلاح قطاع الأمن. 

وشدد المندوب الأمريكي على الإصرار في تمديد ولاية البعثة لثلاثة أشهر فقط بحجة ضرورة تعيين مبعوث أممي جديد سيكون لها أثر عكسي، حيث إن تمديد البعثة الأممية لفترة قصيرة تعقد كثيرا قدرة الأمم المتحدة على تعيين رئيس جديد لبعثتها.

ضرورة تعيين مبعوث جديد

وبين المندوب الروسي في مجلس الأمن أن موسكو مقتنعة بأن الحفاظ على تشكيلة البعثة الأممية الحالية والجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا هو أمر محوري، وخاصة في الظروف الحرجة والمنعطف الخطير التي تواجه البلاد. 

وشدد المندوب الروسي في مجلس الأمن على ضرورة البدء في اختيار مبعوث أممي جديد لليبيا، متوقعا أن يتطلع الأمين العام بعمله ومهامه، ويقوم بتعيين قائد جديد للبعثة الأممية.

وعلل المندوب الروسي رفض بلاده تمديد البعثة الأممية لستة أشهر، بأنها لن تتمكن من القيام بمهامها دون وجود رئيس لها، مضيفا أنه من المهم المحافظة على أعلى درجات الحيادية في الأمم المتحدة. 

وتابع المندوب الروسي أن كثيرا من الدول في المجلس الأمن لم تهتم بالمحافظة على الحيادية في عمل الأمم المتحدة، مشيرا إلى ضرورة رفض تعيين مبعوث أممي بناء على المصالح الخاصة لبعض الدول.

إعادة هيكلة البعثة الأممية

وجددت المندوبة الفرنسية دعم باريس للبعثة الأممية وإعادة هيكلتها بناء على إستراتيجية الأمم المتحدة التي لاقت تأييد أعضاء مجلس الأمن الدولي. 

وأردفت المندوبة الفرنسية أنه المهم أن يقوم الأمين العام بتعيين مبعوث له إلى ليبيا دون تأخير وذلك وفقا لقرار المجلس الذي اعتمد بتمديد ولاية الأونسميل ثلاثة أشهر قادمة. 

و أشارت المندوبة الفرنسية أنه بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر الماضي، أصبح من المهم اليوم استعادة مسار الانتخابات، وأن يكون عمل الأمم المتحدة مصاحبا لهذا المسار. 

وقالت المندوبة الفرنسية إنه يجب على مجلس الأمن الدولي أن يمدد لولاية البعثة لعام كامل، وأنه من ضمن مسؤوليات المجلس على حل كل الخلافات في البلاد ليتمكن الليبيون من إجراء الانتخابات في أقرب الآجال.

التزام ثابت اتجاه الانتخابات 

من جانبها، أوضحت مندوبة بريطانيا في مجلس الأمن الدولي أن قرار تمديد ولاية البعثة الأممية هو تأكيد لالتزام مجلس الثابت بالجهود الأممية لتوفير مسار واضح اتجاه انتخابات رئاسية وبرلمانية، حرة ونزيهة وجامعة. 

وأضافت المندوبة البريطانية أنه يجب أن تتفاعل جميع الأطراف المحلية في الحوار الليبي الليبي، للوصول إلى اتفاق حول الأسس القانونية والدستورية لهذه الإنتخابات.

دعوة لليبيين لإبداء حسن النية

وقال المندوب الألماني إن بلاد تشجع تنفيذ مشروع العرض الإستراتيجي، والجهود التي تبذلها المستشارة الأممية ستيفاني وليامز لتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات من خلال عملية سياسية مستدامة بقيادة الليبيين وإشراف الأمم المتحدة.

وأشار المندوب الألماني إلى أهمية أن تتمخض عن اجتماعات المسار الدستوري في القاهرة مايو المقبل نتائج تلبي طموحات الشعب الليبي، وتكون أساسا لقاعدة دستورية تجرى عليها الانتخابات. 

ودعا المندوب الألماني جميع الأطراف السياسية والأحزاب أن تنخرط في الحوار بحسن نية، معربا عن أسفه في الوقت نفسه من عدم تمديد ولاية البعثة الأممية على نحو التي ترغب به معظم الدول.

تعيين مبعوث من إفريقيا

وذكر مندوب الصين في مجلس الأمن أن وقف إطلاق النار في ليبيا، يأتي مصحوبا بالريبة وكثير من التحديات وأنه من المهم أن تعزز الأطراف المحلية مشاوراتها وتواصلها وذلك لعودة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح. 

وشدد المندوب الصيني على أهمية أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مبعوث أممي جديد في أقرب الآجال، وأن يكون من إفريقيا حتى تتمكن البعثة من أداء مهامها بالكامل. 

رغبة في عمل البعثة بتشكيلتها السابقة

وقالت المندوبة الإماراتية إن تمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا هو تأكيد لدعم مجلس الأمن الدولي لمسار التسوية السياسية التي يقودها الليبيون.  

وأعربت المندوبة الإماراتية عن تطلع بلادها في أن تواصل البعثة الأممية عملها في ليبيا بشكل فعال، بناء على توصيات الاستعراض الإستراتيجي وأن تعود للعمل بتشكيلتها السابقة. 

وشجعت المندوبة الإماراتية البعثة في أن تكثف جهودها للدفع قدما بالعملية السياسية والمسارين الأمني والسياسي، مؤكدة على ضرورة أن يتحدث مجلس الأمن بصوت واحد لدعم ليبيا وتحقيق تطلعات الليبيين.

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة