تقرير استقصائي من مالطا يكشف خفايا تهريب النفط الليبي عبر شركة سويسرية

قالت صحيفة “مالطا توداي” إن السلطات السويسرية بدأت تحقيقات رسمية مع الشركة التجارية “كولمار” ومقرها سويسرا، لتورطها في تهريب النفط الليبي في صهاريج تخزين في مالطا باستخدام ختم الجمارك.

وأضافت الصحيفة أن للتحقيقات آثارا على مالطا لأنه لا يزال غير معروف كيف حصل النفط المهرب من ليبيا على تخليص جمركي لتخزينه في خزانات في مالطا، فيما أكد المدعي العام السويسري أن الشكوك بشأن هذه القضية تم إثباتها في تحقيق مبدئي.

ولفتت صحيفة “مالطا توداي” إلى أن شركة “كولمار” السويسرية كانت تقبل النفط المهرب من ليبيا داخل خزانات مستأجرة من شركة “انيميد” المالطية بين 2014 و2015، لإعادة بيعه في منطقة البحر الأبيض المتوسط والأسواق الأوروبية.

وأكدت الصحيفة أنه تم الحصول على النفط من عملية التهريب التي يديرها المهرب الليبي “فهمي سليم بن خليفة”، والمواطنان المالطيان “دارين” وغوردون ديبونو”، قبل وقت طويل من القبض عليهم من قبل الشرطة الإيطالية في أكتوبر 2017.

وأشارت “مالطا توداي” إلى استخدام منظمة “تريل إنترناشيونال” وشركة “بابلك آي” بيانات عن تحركات السفن والمدفوعات المصرفية، لإظهار كيف تم استخدامها في منطقتي “رأس آنزر” و”آز سابتان” لتخزين النفط الذي تم تسليمه من قبل دارين وغوردون ديبونو.

وقالت الصحيفة إن جمارك مالطا قبلت الوقود على الرغم من شهادات المنشأ المزورة والاحتجاجات العديدة من القادة الليبيين حول تهريب الوقود إلى مالطا، وأكدت شراء “كولمار” أكثر من 50 ألف طن من زيت الغاز البحري من ليبيا، وتحويله وتخزينه في مالطا بمساعدة جماعات مسلحة وسلسلة من الوسطاء.

وأشارت الصحيفة إلى تسليم أكثر من 20 شحنة من زيت الغاز البحري من ليبيا إلى خزانات “كولمار” المستأجرة في مالطا بين ربيع 2014 وصيف 2015 من السفن المستأجرة من قبل المالطي غوردون ديبونو، فيما أظهرت نسخة من كشف حساب صادر عن مصرف “بانيف” في مالطا لصالح شركة “أوشاينو” المرتبطة بدارين ديبونو، أن الفترة الممتدة بين 18 يونيو و22 يوليو 2015 شهدت قيام كولمار بـ11 تحويلا ماليا لأكثر من 11 مليون يورو.

وتابعت “مالطا توداي” أن “أوشاينو” كانت تحت إدارة “نيكولا أورازيو روميو” المنحدر من جزيرة صقلية الإيطالية والمتهم هو الآخر بتهريب الوقود في الجزيرة، موضحة أن الفترة الممتدة من أكتوبر 2012 وديسمبر 2015 شهد بروز “كولمار” بصفة المستأجر الحصري لخزانات الوقود الثمانية في “رأس آنزر”، فيما استحوذت من يوليو إلى ديسمبر 2015 على خزانات الوقود الخمسة في “آز سابتان” تحت الأرض بالقرب من مطار مالطا.

ولفتت الصحيفة المالطية إلى أن استخدام بيانات أنظمة تحديد الهوية الأوتوماتيكية للسفن “أمازيغ أف” و”روتا” و”سيلي” المستأجرة من قبل “دارين وغوردون ديبونو” أظهرت إفراغ السفن الـ3 أكثر من 50 ألف طن من زيت الغاز البحري خلال 22 مرة 19 منها في “رأس آنزر” و3 في و”آز سابتان” وهي ذات فترة استئجار “كولمار” وحدات التخزين.

وقالت صحيفة “مالطا توداي” إنه من المعروف اليوم أن النفط المهرب من ليبيا كان يتم نقله إلى السلطات المالطية وعلى رأسها إدارة الجمارك، باستخدام شهادات منشأ مزورة من شركة “تيوبودا” المالطية لتكرير النفط التي يملكها “فهمي سليم” والتي تم قبولها من قبل السلطات المالطية دون أية مشاكل.

المصدر: مالطا توداي

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة