العربي الجديد: زيارة سرية لباشاغا إلى القاهرة وتحفظ مصري على كافة المقترحات

كشف موقع “العربي الجديد” نقلا عن مصادر مصرية أن رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا زار القاهرة مؤخرا زيارة غير معلنة، والتقى رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

وأضاف الموقع أنه تمّ بحث التطورات الأخيرة في ظل استمرار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في مواصلة أعمالها ورفضها تسليم مهامها لحكومة باشاغا، واستمرار إغلاق المجال الجوي أمام الطيران القادم من شرق ليبيا.

ولفتت المصادر لـ”العربي الجديد” إلى أن الزيارة التي لم تستمر سوى ساعات قليلة، تطرقت إلى المساعي الدولية لحل الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا، والمبادرات التي تسوق لها بعض القوى الدولية الفاعلة في المشهد الليبي وفق تعبيرهم.

وأشارت المصادر إلى أن باشاغا بحث مع كامل، مقترح السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، والذي يتضمن استمرار حكومة الدبيبة إلى حين الانتهاء من إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا خلال مدة زمنية قصيرة ومحددة، شريطة عدم ترشحه للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة.

وأكدت المصادر لـ”العربي الجديد” أن المقترح الأمريكي شهد تعثراً مفاجئاً، في ظل تبدل مواقف بعض القوى الإقليمية التي أبدت قبولها مبدئياً به، بالإضافة إلى رفض الدبيبة نفسه تقديم ما يفيد بامتناعه عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضافت المصادر أن باشاغا بحث أيضا مع المسؤولين المصريين المبادرة المقترحة لترتيب لقاء بينه وبين الدبيبة، بوساطة دولية من المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز، والسفير الأمريكي في ليبيا، وقالت إن القاهرة لا تعارض عقد اللقاء شريطة عدم تقديم رئيس الوزراء المكلف أي تعهدات خلاله.

وأشارت المصادر إلى أن زيارة باشاغا إلى القاهرة، جاءت بعد يوم واحد من زيارة مماثلة قام بها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى القاهرة، التقى خلالها اللواء عباس كامل وبحثا تخفيض مستوى الخلافات مع باشاغا، بسبب ما وصفته المصادر بصراعات متعلقة بعدد من المناصب وتوزيعاتها.

وكشفت المصادر أيضا لـ”العربي الجديد” تفاصيل زيارة السفير الأمريكي لدى ليبيا إلى القاهرة، وقالت إنه عرض على عباس كامل باعتباره المسؤول الأول عن الملف الليبي في القاهرة، ثلاثة تصورات ومقترحات قدمتها المستشارة الأممية ستيفاني وليامز لحل سياسي للأزمة الليبية، بخلاف المقترح الأخير الذي أشرف عليه نورلاند نفسه.

وقالت المصادر إن كامل أبدى تحفظ مصر على كافة المقترحات المقدمة، مبدياً تمسكهم بدعم باشاغا كرئيس شرعي لحكومة ليبية يجب أن تتولى مهامها في أسرع وقت ممكن، وأكدت أن أحد المقترحات يتضمن اختيار شخصية قضائية يتم التوافق عليها من مجلس القضاء الليبي، تتولى إدارة البلاد لمرحلة انتقالية قصيرة يتم التجهيز خلالها لإجراء الانتخابات، كما تضمّن أحد المقترحات صيغة توافقية تتضمن حكومة تشاركية بين الدبيبة وباشاغا.

وأوضح المصادر لـ”العربي الجديد” أن ما يدعم استمرار الوضع الراهن في ليبيا لعدة أشهر مقبلة هو تنحية سيناريو الحل العسكري، كاشفة أن اتصالات جرت على المستوى الاستخباراتي بين مصر وتركيا بشأن الأوضاع في ليبيا، توصلت إلى توافق بشأن عدم السماح بأي اقتتال بين المجموعات المسلحة غرب ليبيا.

وأكدت المصادر أن أحد المعوقات التي باتت تواجه القاهرة في ليبيا، يتمثل في الدعم الإماراتي للدبيبة، قائلة إن الإمارات مصرة على معارضة المصالح المصرية، مشيرة في نفس الوقت إلى أن هناك تفهماً في مصر لهذا التوجه، خاصة في ضوء التقارب التركي الإماراتي الذي وصل حد التحالف في بعض الملفات.

المصدر: العربي الجديد

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة