العربي الجديد: رهان القاهرة على باشاغا قد يكون خاسرا مثل رهانها على حفتر والسعودية الأقرب للرؤية المصرية

كشفت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر مصرية خاصة، عما سمته حالة من القلق تعيشها مصر لشعورها بأن سيناريو تثبيت وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيساً للحكومة الليبية بات أقرب إلى الفشل.

وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، إن المشرفين على الملف الليبي في مصر، وتحديداً جهاز المخابرات العامة لا يزالون يتمسكون بسياستهم فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وذلك على الرغم من شعورهم بالقلق تجاه الأوضاع في الجارة الغربية.

ولفتت إلى أن المسؤولين عن الملف في جهاز المخابرات العامة، تلقوا نصائح من قبل جهات في الدولة مثل هيئة الأمن القومي (تابعة للمخابرات العامة) ووزارة الخارجية، تفيد بضرورة تبني رؤية واستراتيجية مختلفة في السياسة المصرية تجاه ليبيا.

وأشارت المصادر لـ”العربي الجديد” إلى أن تلك الجهات قدمت تقارير تفيد بأن الرهان على وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا قد يكون رهاناً خاسراً آخر مثل الرهان السابق على خليفة حفتر، إلا أن المسؤولين في الجهاز يصرون على دعم باشاغا وفق قولها.

وقالت المصادر إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة لديه برنامج واضح لإدارة الأوضاع في ليبيا، وتأكيده إجراء الانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل، بينما لم يحدد باشاغا زمناً معيناً لإجراء الانتخابات وقال إنها ستجرى بعد 14 شهراً.

وأكدت المصادر لـ”العربي الجديد” أنه على الرغم من أن باشاغا يعد شخصية مؤثرة في الغرب الليبي على الصعيدين العسكري والسياسي، إلا أن الدبيبة يعد أيضاً شخصية قوية ويتمتع بدعم من القوات العسكرية في طرابلس ويحظى بدعم واعتراف دولي.

وقالت المصادر إنه على ما يبدو وفقاً لتقديرات أجهزة مصرية، فإن رئيس حكومة الوحدة الوطنية يسيطر بشكل أكبر على الوضع الميداني داخل مدن الغرب الليبي، لا سيما مع الدعم التركي الذي يتلقاه على الصعيدين الأمني والعسكري، وفق تعبيرها.

واعتبرت أن الموقف التركي من الأوضاع في ليبيا لم يتغير، إذ لا يزال داعماً لحكومة الدبيبة المعترف بها دولياً، وهو ما كان إحدى نقاط الاختلاف مع مصر في المفاوضات التي عقدت قبل فترة، لكن الجديد الآن هو التقارب بين تركيا والإمارات.

وأوضحت المصادر أن التفاهم التركي-الإماراتي قد يوفر دعماً إضافياً لحكومة الدبيبة، في مقابل محاولات مجلس النواب الدفع بفتحي باشاغا لرئاسة الحكومة، وأكدت أن هذا التقارب أزعج المسؤولين المصريين بشكل كبير، وولّد لديهم شعوراً بأن الإمارات تخلت عنهم.

وفي مقابل ذلك، قالت المصادر لصحيفة “العربي الجديد” إنه بالنسبة إلى علاقات مصر في الخليج العربي، لا تزال السعودية هي الأقرب للرؤية المصرية في ما يتعلق بالملف الليبي، لأن الرياض تقف بوضوح وراء الدعم المصري لفتحي باشاغا.

وقالت مصادر إعلامية من داخل المجموعة “المتحدة” التابعة للمخابرات العامة المصرية، إن تعليمات صدرت للمسؤولين في المؤسسات الإعلامية بضرورة توفير تغطية إعلامية “قوية” لأنشطة باشاغا بعد الانتهاء من وضع التشكيلة الحكومية.

المصدر: العربي الجديد

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة