أوروبا.. حلم المهاجرين القاتل

مازال ملف المهاجرين من الملفات التي ما فتئت ترهق ليبيا كدولة عبور وترهق أوروبا بأكملها وهي دول الوصول…وصول إلى حلم يكلف المهاجرين أعمارهم ويكلف ليبيا أمنها وسمعتها…

ابتزاز وتعذيب

دوامة من الابتزاز والتعذيب والاحتجاز التعسفي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاتجار بالبشر والكثير من الانتهاكات الأخرى التي تحدث منذ سنوات وضحاياها من المهاجرين على الأراضي الليبية

آخر الأرقام المعلنة عن العام 2021، كشفت عن ازدياد كبير في عمليات اعتراض خفر السواحل الليبي المهاجرين وسط البحر المتوسط وأحصت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 32 ألفَ مهاجر أعيدوا إلى ليبيا
وقالت منظمة العفو الدولية إنه خلال السنوات الخمس الماضية، تم اعتراض أكثر من 82 ألف شخص في البحر وتمت إعادتهم إلى ليبيا.

منظمات تكشف الحقائق

منظمة العفو الدولية طالبت بمحاسبة إيطاليا ومالطا والاتحاد الأوروبي ودعتهم للكف عن التعاون في إعادة المهاجرين وطالبي اللجوء إلى جحيم ليبيا حسب وصفها كونها مشاركةً غيرَ مباشرة في الجرائم المرتكبة، ويتسبب التعاون مع السلطات الليبية في وقوع الأشخاص اليائسين في شرك الاحتجاز وظروف رعب لا يمكن تصوره حسب المنظمة.

من جهته دعا تقرير عسكري سري للاتحاد الأوروبي إلى استمرار ما سماه برنامج الاتحاد المثير للجدل لتدريب وتجهيز حرس السواحل والبحرية الليبية رغم المخاوف المتزايدة بشأن معاملتهم للمهاجرين وتزايد عدد القتلى في المتوسط

وكالة أسوشيتد برس تعقيبا على تقرير الاتحاد الأوروبي قالت إنه يقدم نظرة على تصميم أوروبا على دعم السلطات الليبية في اعتراض وإعادة عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال إلى ليبيا حيث يواجهون انتهاكات عدة وفق تعبيرها.

ليبيا شماعة الفشل الأوروبي

الاتحاد الأوروبي أقر في تقريره بأن الجمود السياسي في ليبيا أعاق برنامج التدريب الأوروبي، مشيرا إلى أن الانقسامات الداخلية في البلاد تجعل من الصعب الحصول على دعم سياسي لفرض معايير متوافقة مع حقوق الإنسان خاصة عند التعامل مع المهاجرين

وأشار التقرير إلى أن القوات الليبية استخدمت تكتيكات “لم تتم ملاحظتها من قَبل ولا تمتثل لتدريب الاتحاد الأوروبي فضلا عن اللوائح الدولية” أثناء تعاملها مع المهاجرين غير النظاميين.

من جهة تمنع أوروبا المهاجرين من الوصول إليها وتحمل ليبيا مسؤولية صدهم وتدعمها في ذلك كيفما كانت الطريقة، وليبيا التي تعاني من أزمات سياسية وأمنية داخلية يصعب عليها السيطرة على الجهات المسؤولة عن هذه المُهمة، ومن جهة أخرى تستنكر أوروبا بوجه مستغرب بريء ما يحدث على الأراضي الليبية رامية باللوم على سلطاتها في سوء معاملتها للمهاجرين وهي التي أوجدتهم لذلك

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة