نورلاند: السياسة الليبية معقدة وواشنطن قد تنظر في فرض عقوبات في وقت لاحق

قال السفير الأمريكي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” إن السياسة الليبية معقدة وإن ظهور بعض “الترشيحات المتناقضة” في وقت متأخر من العملية الانتخابية أدى إلى مخاوف من اندلاع أعمال عنف؛ وهو ما دفع إلى توقف مؤقت وفق وتعبيره.

وأضاف “نورلاند” في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الفترة الحالية التي تعيشها ليبيا هي اختبار لحسن نية القادة الليبيين الذين يقولون إنهم ملتزمون بالانتخابات، وأشار إلى أن من سماهم غير الجادين منهم سيجدون مليون سبب لتأخير الاستحقاق.

ولفت السفير الأمريكي إلى أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات كانت مستعدة من الناحية الفنية لإجراء الانتخابات في موعدها، لكن ارتبك عملها بسبب “الترشيحات المتناقضة”، قائلا إن بعض الأطراف كانت أكثر من سعيدة لاغتنام الفرص لتأخير العملية الانتخابية.

واعتبر “نورلاند” تهرب الشخصيات السياسية من تحمل مسؤولية الإعلان عن تأجيل الانتخابات لتخوفهم من مساءلة الشعب لهم، يبرهن على أن قرار واشنطن بدعم إجراء الانتخابات في موعدها لم يكن قراراً ساذجاً أو قراءة خاطئة للواقع السياسي والأمني.

وأكد الدبلوماسي الأمريكي أنه لا يقبل رأي الذين قالوا إنهم كانوا سُذجاً للاعتقاد بأن الانتخابات يمكن أن تجرى في 24 ديسمبر وفق تعبيره، وهذا ما تؤكده حقيقة أنه لا توجد أية شخصية سياسية تريد أن تتحمل مسؤولية الإعلان عن هذا التأجيل.

ولفت”نورلاند” إلى أن الليبيين هم الذين اختاروا موعد الانتخابات، وأيدت الولايات المتحدة رغبتهم في الوفاء بهذا الموعد، رغم وجود عيوب في القانون الانتخابي، قائلا إنه كان هناك تحرك حقيقي نحو الانتخابات، إلى أن تفجرت مسألة “المرشحين الجدليين”.

وأوضح السفير الأمريكي أن مناقشة العقوبات تتعلق في الغالب بالشخصيات التي كانت ترفض قبول نتائج الانتخابات، أو من مارسوا العنف المهدد لعرقلة العملية الانتخابية، ملمحاً إلى أن الأمر لم يحسم بعد، وربما تتخذ واشنطن قرارا بهذا الشأن في وقت لاحق.

وحول الحديث عن أن تأجيل الانتخابات قد يعزز نفوذ التشكيلات المسلحة، قال “نورلاند”، إن لديهم انطباعا بأن عدداً من هذه المليشيات كانت داعمة للانتخابات في موعدها السابق، لأنهم مثل معظم الفاعلين السياسيين، يدركون أن هذا هو ما يريده الليبيون.

وأكد السفير الأمريكي أن هناك فرصة للبناء على ما سبق من وقف إطلاق النار، والحوار السياسي الواسع الذي ما زال نافذاً لليوم بهدف إعادة الانتخابات إلى المسار الصحيح، قائلا إن الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى حكومة ديمقراطية تخدم مصالح الشعب بشكل أفضل.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة