تشاتام هاوس: من غير المرجح التوصل إلى نتيجة حاسمة في الانتخابات الليبية

قال معهد “تشاتام هاوس” البريطاني إن من غير المرجح التوصل إلى نتيجة حاسمة في الانتخابات المقبلة بالنظر إلى مستوى الانقسام داخل ليبيا نظرا لما سماه المنافسة الصفرية على السلطة.

وأضاف المعهد في تقرير بعنوان “ليبيا بحاجة إلى أكثر من الانتخابات”، أن التركيز قصير النظر على تشكيل حكومة جديدة، يحجب حقيقة أن النجاح لا يتمثل في مجرد وجود تلك الحكومة، بل ما يمكنها فعله على أرض الواقع، خاصة أن أدوار ومسؤوليات المناصب الرئيسية غير واضحة.

وشدد “تشاتام هاوس” على ضرورة إيجاد وسائل لبدء المصالحة الوطنية ومعالجة مصادر الصراع داخل القطاعين الاقتصادي والأمني لتحقيق أي مكاسب مستدامة، وحتى لا يتكرر سيناريو 2014، في إشارة إلى الحرب التي بدأت في أعقاب الانتخابات البرلمانية مع ظهور حكومات متنافسة.

وقال المعهد البريطاني إن الذين في مواقع السلطة يرون في الانتخابات فرصة لحماية وضعهم الحالي، مضيفا أنه إذا فشلت الانتخابات أو إذا كان أداء حفتر سيئًا فسيعود بلا شك إلى الثكنات ويخالف سلطة المنتصر، وهذا مرجح للغاية لأنه من الصعب رؤية كيف سيحصل على الأصوات اللازمة في غرب البلاد.

ويرى “تشاتام هاوس” أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، منافس لحفتر في الانتخابات رغم أنه فعل الكثير لتسهيل ترشح حفتر، عبر صياغة قوانين الانتخابات من جانب واحد، والتي حولت ليبيا إلى نظام رئاسي مع أساس دستوري تمت صياغته بشكل سيئ، مما يؤدي إلى إنشاء سلطة تنفيذية غير مقيدة إلى حد كبير.

واعتبر المعهد البريطاني أن احتمالات فوز سيف الإسلام القذافي محدودة للغاية بسبب ما سماه الطبيعة المجزأة لأنصار النظام السابق المعروفين بـ”الخضر”، لكن عودته تشكل تحديًا إضافيًا لحفتر حيث يتنافسان على دعم نفس الجماهير وفق قوله.

ويشير “تشاتام هاوس” إلى أن الإصرار القوي للمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا “ريتشارد نورلاند” على إجراء الانتخابات يوحي بأنها ستحدث لكن الخلافات القانونية حول العملية تهدد الآن بعرقلة مسارها، والحاجة إلى إظهار التقدم نحو هذا الهدف تعني أن غض الطرف قد تحول إلى تدخل مزعزع للاستقرار من قبل الأطراف الخارجية.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة