إدارة بايدن: المخاطر المرتبطة بتأجيل الانتخابات أكبر من إجرائها في ظل الظروف الحالية

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن مؤتمر باريس حول ليبيا قد يعول عليه لإنهاء عقد من الصراع، ما يتيح للإدارة الأمريكية فرصة لإظهار أنها تستطيع أن تقدم حلولا لواحدة من أكثر المشاكل صعوبة في العالم وفق تعبيرها.

وأوضحت الصحيفة في تقرير بعنوان ” قمة ليبيا تبشر بالوعود والمخاطر لإدارة بايدن” أن الإدارة الأمريكية على أعتاب معضلة؛ فقد يؤدي الضغط من أجل الانتخابات إلى أعمال عنف، ولكن من الممكن أيضا أن يؤدي التأخير إلى العنف، ونقلت عن مصدر مطلع لم تسمه قوله إنهم بحاجة إلى نهج واضح يعترف بحق الليبيين في انتخاب حكومتهم، مع الاعتراف بالاتفاق السياسي الضروري لضمان انتخابات حرة ونزيهة.

وأكدت “واشنطن بوست” أن ثورة 2011 التي أطاحت بالقذافي بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حادت عن الآمال الكبيرة فيما، استنزفت ليبيا بسبب الصراع الداخلي الذي أدى إلى تقسيم الأمة فعليا، وإعاقة إنتاج النفط، وإشعال حرب بالوكالة تضمنت أسلحة متطورة وجلبت عشرات الآلاف من المقاتلين والمرتزقة من دول عدة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ليبيا ليست من بين الأولويات الخارجية العليا لإدارة بايدن، إذ يقول مسؤولون أمريكيون إنهم ضاعفوا دبلوماسيتهم، في إشارة إلى تعيين مبعوث خاص إلى ليبيا، على أمل أن يؤدي إنهاء الصراع إلى جعل المنطقة أقل قابلية للاشتعال، مع وجودها على الحافة الجنوبية لأوروبا.

أضافت الصحيفة أن إدارة بايدن سعت أيضا إلى وضع حد للغموض الذي ميز السياسة الأمريكية تجاه ليبيا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أشارت إدارته في بعض الأحيان إلى تأييد حكومة الوفاق السابقة وأحيانا أخرى تأييد خليفة حفتر، وقالت إن واشنطن تأمل مثل بعض نظرائها الأوروبيين، في أن تؤدي الانتخابات إلى توحيد ليبيا تحت سلطة واحدة والبدء في تضميد جراحها.

ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤول أمريكي رفيع إن إدارة بايدن قيمت المخاطر المرتبطة بتأجيل الانتخابات ورأت أنها أكبر من إجرائها في ظل الظروف الحالية، معتبرة أن ليبيا تمتعت بفترة من الهدوء النسبي بينما جرت الاستعدادات للاستحقاق الانتخابي، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان المراقبون الدوليون سيكونون قادرين على مراقبة الاقتراع في حالة حدوث الانتخابات ومتى.

وأشارت الصحيفة إلى أن مراقبين يتفقون على أن التحدي الأكبر سيكون ضمان انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة الذين طال وجودهم وتسببوا في إراقة مزيد من الدماء في ليبيا في السنوات الأخيرة، فيما أكد مسؤول أمريكي أن إدارة بايدن تعتقد أن الانتخابات يجب أن تستمر إلى حد كبير لأن الحكومة المنتخبة قد يكون لها وزن أخلاقي أكبر لإجبار هؤلاء الأجانب على الخروج.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة