حادثة فرار المهاجرين: نفي محلي لاستخدام القوة وتحذيرات دولية من انتهاكات حقوق الإنسان

قالت وزارة الداخلية في بيان لها حول واقعة هروب أعداد من المهاجرين غير الشرعيين من مركز التجميع والعودة بغوط الشعال، إن تدافع وهروب المئات من المحتجزين تسبب في مقتل مهاجر واحد وإصابة عدد منهم، مؤكدة أنها تعاملت مع الموقف بمهنية ولم تستخدم القوة المفرطة.

المعادلة الصعبة

ودعت الوزارة في بيانها، كل من له علاقة من أطراف محلية ودولية إلى ما أسمته التفهم الواقعي لدور الوزارة في الموازنة الصعبة بين مكافحة الهجرة غير النظامية وحماية حقوق الإنسان المهاجر، مؤكدة أنها نجحت إلى حد بعيد في نسج خيوط هذه الموازنة وهي تعكف الآن على تطبيقها بكل انسيابية وفق وصفها.

لا لتضخيم الأحداث

من جهة أخرى حذرت وزارة الداخلية من وصفتهم بالأقلام المأجورة من المفتنين في صفحات التواصل الاجتماعي، من مغبة أعمالهم اللامسؤولة ونشر الأكاذيب واختلاق وفبركة الأحداث، مشيرة إلى أنها لن تتهاون تحت أي ظرف في التعامل مع الخارجين عن القانون والمنخرطين في عصابات الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والدعارة والمخدرات والسرقة، وهو ما دعاها إلى شن حملات أمنية بمنطقة قرقارش في وقت سابق.

عدد الفارين لا يتجاوز 2000

وكيل وزارة الداخلية لشؤون المديريات اللواء بشير الأمين قال من جانبه، إن عددا من الدوريات والمفارز التابعة للشرطة باشرت عملياتها الأمنية للبحث وإعادة المهاجرين الفارين الذين لا يتجاوز عددهم ألفي شخص.

وأضاف الأمين، أن وزارة الداخلية باشرت إجراءات التحقيقات الأولية حول ملابسات فرار المهاجرين لتحديد المسؤوليات والأسباب التي أدت إلى هذه الحادثة، مشيرا إلى التواصل مع مكتب النائب العام بالخصوص.

لا قتلى في صفوف المهاجرين

وقالت وكالة الأنباء الليبية إن شهود عيان من أهالي منطقة غوط الشعال، نفوا سماع أو وقوع أية حوادث لإطلاق النار خلال ملاحقة المهاجرين الفارين لإعادتهم إلى المركز، مشيرة إلى أن المهاجرين كانوا يريدون إيصال مطالبهم لمفوضية شؤون اللاجئين لترحيلهم من ليبيا.

بدوره نفى الرائد بجهاز دعم الاستقرار محمد عبد الرؤوف، ما صرحت به منظمة الهجرة الدولية عن وفاة 5 مهاجرين، وجرح 15آخرين، مؤكدا أنه لم تكن هناك مقاومة من قبل الـمهاجرين أو تبادل للعنف.

هربوا لمواصلة الهجرة إلى أوروبا

وأوضح الرائد محمد في مداخلة مع الأحرار، أن التحقيقات مع بعض الـمهاجرين أفضت إلى أن سبب هروبهم، هو الرغبة في الذهاب إلى زوارة أو الزاوية، وذلك للعبور منهما إلى أوروبا وهو إجراء معروف يتبعه أغلب المهاجرين، حسب قوله.

وأكد محمد ضبطبهم لعدد من المهاجرين، وأنهم بصحة جيدة، وتم إيواؤهم في مكان مخصص تابع للجهاز بمنطقة الماية، وفق قوله.

من جهته أفاد مصدر أمني من الغرفة الأمنية الـمشتركة جنزور بالقبض على ما يقارب 150 مهاجرا قرب جزيرة الغيران، كانوا متجهين لجنزور حيث أعيدوا بالتعاون مع جهاز الأمن العام إلى مقر الهجرة بمنطقة غوط الشعال.

لم تتم الرماية على المهاجرين

وأوضح المصدر الأمني نفسه، أن هروب الـمهاجرين كان بسبب ضعف الحراسة الأمنية في الـمنطقة الـمحيطة بمقر احتجاز الـمهاجرين، مشيرا إلى أنه لم تتم الرماية على الـمهاجرين في لحظة هروبهم، وأن الـمهاجرين الـمقبوض عليهم في جزيرة الغيران لم يتعرضوا لأية إصابة أو إطلاق رصاص، وهم بصحة جيدة، وفق المصدر.

الدبيبة على الخط

وتفاعلا مع واقعة هروب المحتجزين، شدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، خلال اجتماعه بوزير الداخلية خالد مازن، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس الحكومة، على ضرورة الإعلان عن تفاصيل الحادثة، والإجراءات المتخذة من قبل الوزارة أمام الرأي العام المحلي والدولي.

يجب احترام كرامة اللاجئين

وكانت الـمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد دعت لوضع حد لاعتقالات طالبي اللجوء في ليبيا، واستئناف الرحلات الإنسانية منها بشكل عاجل.

وأوضحت المفوضية في بيان لها الجمعة أنها اضطرت إلى تعليق الخدمات العادية مؤقتا في مركزها بطرابلس، بعد حدوث توتر بين حشود اللاجئين وطالبي اللجوء الـمحتجين أمام مركزها، للمطالبة بالإجلاء من ليبيا وإعادة التوطين، مشيرة إلى أن ذلك يعود للمداهمات التي نفذتها السلطات الليبية في مناطق يعيش بها المهاجرون وطالبو اللجوء بطرابلس.

وناشدت المنظمة في بيانها السلطات الليبية باحترام حقوق الإنسان وكرامة طالبي اللجوء واللاجئين في جميع الأوقات، ووقف اعتقالهم وإطلاق سراح المحتجزين، بمن فيهم من كان مقررا أن يغادروا في رحلات الإجلاء وإعادة التوطين.

حماية الحدود

أفاد موقع أفريكا أنتليجينس الاستخباراتي بأن الاتحاد الأوروبي يخطط لإقامة شراكة بين البعثة الأوروبية لحماية الحدود الليبية “يوبام” وبعثة الاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل “يوكاب-النيجر” ووكالة حرس الحدود الأوروبية فرونتكس.

وأوضح الـموقع الفرنسي أن وكالة حرس الحدود الأوروبية تعمل على توسيع منطقة عملياتها جنوبا على الحدود الليبية النيجرية، بالتعاون بين بعثتي “يوبام” في ليبيا و”يوكاب-النيجر”. وهي تشارك بشكل كبير في الـمراقبة الجوية والبحرية للسواحل الليبية.

وأضاف الـموقع الاستخباراتي أن الاتحاد الأوروبي يحاول عبر وكالات مراقبة الحدود التابعة له، منع تحركات الهجرة في منطقة الساحل، ووضع سياسة إعادة التوطين في هذه المنطقة؛ مشيرا إلى أنه يعتمد على الـمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، الذي ينشط في شمال إفريقيا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة