المجلس الأطلسي: روسيا يمكن أن تحتفظ بوجود عسكري في ليبيا بشكل أو بآخر

رجح المجلس الأطلسي، ومقره واشنطن، أن تحتفظ روسيا بوجود عسكري في ليبيا بشكل أو بآخر رغم تأكيدها في أكثر من مناسبة على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.

وأضاف المجلس في مقال تحليلي للأستاذ بجامعة جورج ميسون والزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي “مارك كاتز” بعنوان (هل ستغادر القوات الروسية ليبيا حقًا؟)، أنه رغم إعلان الرئيس الروسي فلادمير بوتين في أكثر من مناسبة انسحابهم من سوريا إلا أن ذلك لم يحدث، وبالتالي فإن اتفاق روسيا على ضرورة سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا قد لا يعكس نية روسية فعلية لسحب مرتزقة فاغنر.

وأشار المجلس الأطلسي إلى أن بوتين كان أعلن أن فاغنر ليست على صلة بالحكومة الروسية، وقال إنه بناء على هذا الأساس يمكن لموسكو أن تجادل بأنها ليست مسؤولة عن وجود فاغنر في ليبيا، وطالما أن حفتر يريد بقاء هؤلاء المرتزقة، فمن المشكوك فيه أن تتمكن حكومة الوحدة الوطنية من إجبارهم على المغادرة حتى بدعم تركي، ويمكن لبوتين أن يستمر في الادعاء بأنهم لا علاقة لهم بفاغنر رغم الأدلة القوية التي تثبت عكس ذلك.

وقال كاتب المقال إنه من الممكن أيضًا أن تقنع روسيا حكومة الوحدة الوطنية بالدعوة رسمياً لوجود عسكري روسي في ليبيا على غرار اتفاق حكومة الوفاق الوطني مع تركيا، وأوضح أن الحكومة قد تكون على استعداد للقيام بذلك لأن هذا من شأنه أن يمنحها حماية إضافية ضد حفتر أو هكذا قد تأمل وفق تعبيره، وأكد أن موسكو حينئذ قد تكون على استعداد لمغادرة فاغنر إذا دعت حكومة الوحدة الوطنية القوات المسلحة الروسية رسميًا لامتلاك قاعدة أو أكثر في ليبيا، أو يمكن لروسيا إرسال قواتها المسلحة النظامية إلى ليبيا بدعوة من حكومة الوحدة الوطنية مع إبقاء قوات فاغنر هناك لمساعدة حفتر.

وأشار المجلس الأطلسي إلى أن ذلك قد يبدو غير قابل للتصديق بالنسبة للبعض، لكن نهج بوتين في التعامل مع الصراعات في مناطق أخرى يثبت أنه كان دائما يدعم كل أطراف النزاع إلى حد ما حتى يكون له تأثير عليهم جميعًا، وأوضح أنه حتى في سوريا، حيث تدعم موسكو بقوة نظام الأسد، سعت روسيا إلى تحقيق التوازن بين مجموعتين من الخصوم: إيران وإسرائيل وتركيا والأكراد السوريون.

وبناء على ذلك، قال المجلس الأطلسي إن عملية حل النزاع الليبي يمكن أن تنهار تمامًا على حد وصفه، وفي هذه الحالة لا يُرجح أن ينهي الروس أو أي طرف خارجي يدعم الآن طرفًا أو آخر في ليبيا مشاركته هناك، وأضاف أنه من المرجح أن تحافظ روسيا على شكل من أشكال الوجود العسكري في ليبيا بدلاً من إنهائه.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة