تشاتام هاوس: “قوات” حفتر تحكمها أهداف متناقضة ولا ترتقي إلى مؤسسة كاملة

قال معهد تشاتام هاوس والمعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية، إن خليفة حفتر سعى إلى دمج التيار السلفي المدخلي فيما يسمى القوات المسلحة العربية الليبية معتمدا على دعم خارجي لكن هذه القوات لم ترتق إلى المؤسسة العسكرية المتكاملة بسبب أهداف ودوافع سياسية متناقضة.

وأضاف المعهد الملكي في بحث له بعنوان “القوات المسلحة العربية الليبية: تحليل شبكة تحالف حفتر العسكري”، أن حفتر اخترق وخرب النسيج الاجتماعي شرق ليبيا وسيطر على المنطقة في ظل الإفلات من العقاب من 2015 إلى 2021، وأكد وجود توترات داخلية في تحالفاته التي أصبحت واضحة مع تدهور الوضع الأمني في مدينة بنغازي.

دوافع سياسية متناقضة

وأوضح تشاتام هاوس أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في مارس 2021، يعرض سيطرة حفتر على المؤسسات والموارد في المنطقة الشرقية للخطر، وأوضح أن إعادة صياغة التحالفات الجارية يمهد الطريق لإعادة صراعات عنيفة محتملة على السلطة قد تشهد انهيار وحدة “القوات المسلحة الليبية”.

وقال المعهد إن الدعم الخارجي لحفتر كان حاسما لتطوير “قواته”، وأشار إلى أنه أصبح يعتمد على المرتزقة الأجانب والدول الخارجية أكبر من أي وقت مضى، وبالتالي فإنه شديد التأثر بالتغيرات في سياسات داعميه الخارجيين، وأكدت أن آفاق “قواته” مقيدة بهيمنة الشخصيات على مؤسساتها والأهداف والدوافع السياسية المتناقضة لفصائلها.

ميول استبدادية مركزية لحفتر

وفي سياق تحليله، أكد معهد تشاتام هاوس أن فشل هجوم حفتر على طرابلس وضعه تحت ضغط غير مسبوق وثبت أن طموحاته للسيطرة على ليبيا بأكملها بعيدة عن متناوله، ما أدى إلى الكثير من التكهنات بشأن مستقبله، خاصة مع تعرضه لضغوط متزايدة في أعقاب انهيار الأمن في بنغازي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وأوضح المعهد الملكي أن نظرة فاحصة على مكونات “القوات المسلحة العربية الليبية” تكشف عن أهداف ودوافع سياسية متناقضة، خاصة مع ما سماه تطلعات أولئك الذين يسعون إلى الحصول على حكم ذاتي في الشرق التي كانت دائما خارجة عن المألوف مع الميول الاستبدادية المركزية لحفتر.

سيطرة شخصيات وليس مؤسسات

وهنا أشار المعهد إلى أن تجنيد القوات المسلحة الليبية عبر الانقسام الثوري يخلق عقبات أمام بناء التعاون بين وحداتها الفرعية، وعلاوة على ذلك فإن الأهداف الاجتماعية النهائية للجماعات المدخلية-السلفية لا ترتاح لعناصر التحالف الأخرى، وهو ما من شأنه أن يحد من قدرة هذه القوات مجتمعة على إنشاء علاقات أفقية من الثقة والتعاون.

وقال تشاتام هاوس إن أسلوب عمل “قوات” حفتر يكشف عن سيطرة الشخصيات وليس المؤسسات، ومن بين هؤلاء حفتر وأبناؤه صدام وخالد، وهو ما يؤكد أن سلسلة القيادة منفصلة عن موضع القوة الفعلي، وأكد أن القوات المسلحة العربية الليبية تضم مجموعات داخلية وخارجية وتفتقر إلى علاقات المعلومات والثقة والإيمان اللازمة لإضفاء الطابع المؤسسي على سلطتها.

مصالح إماراتية وروسية

وأكد تشاتام هاوس أن الإمارات تقيم علاقات مباشرة مع قادة “القوات المسلحة الليبية” ولا سيما مع الجماعات المسلحة في دارفور، وإضافة إلى ذلك تؤثر مصالح روسيا على علاقة “القوات المسلحة الليبية” مع المرتزقة المدعومين من روسيا حيث أشركت موسكو أيضًا دوائر أخرى لا سيما نظام القذافي السابق، ويمكنها نقل دعمها من حفتر إلى فاعلين سياسيين آخرين إذا رأت ذلك مناسبًا.

وبالنسبة لصانعي السياسة الغربيين، قال المعهد الملكي إن الفهم الاجتماعي والمؤسسي للشبكات التي تتألف منها “القوات المسلحة الليبية” وشركاؤها له آثار عملية على المجالات الرئيسية للمشاركة في المجال الأمني والسياسي والاقتصادي، حيث لا يمكن دمج هذه القوات ببساطة في قوة وطنية تم إصلاحها.

تفويض دولي لحفتر

وعلى المستوى السياسي، قال المعهد إنه يجب على صانعي السياسة الغربيين أن يدركوا أن حفتر لا يحتكر مصالح المناطق الخاضعة له حيث عزز ظهوره كمحاور وحيد لشرق ليبيا في المفاوضات الدولية بين عامي 2017 و 2020 أوراق اعتماده محليًا، مشددا على المزيد من التواصل المباشر مع فئات أخرى لمنع تفاقم التمييز التعسفي بين شرق وغرب ليبيا.

وأكد تشاتام هاوس أن المحاولات الدولية لاستيعاب حفتر منحت تفويضًا مطلقًا له للسيطرة على مساحة “الدولة” في شرق ليبيا واستفاد من موقعه للحصول على عائدات من خلال آليات التمويل الحكومية وأيضًا للسيطرة على القطاع الخاص باستخدام موارد الدولة للمساعدة في ضمان تطوير شبكة المحسوبية الخاصة به.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة