أكثر من نصف مرضى كورونا الداخلين إليها لا يخرجون.. دراسة جديدة تكشف واقع غرف العناية المركزة في ليبيا

كورونا
كورونا

نشرت دورية ” بلوس وان” الأمريكية دراسة جديدة سلطت الضوء فيها على واقع وحدات العناية المركزة لمرضى كورونا في ليبيا, والعوامل التي تؤثر في معدل الوفيات بعد دخولهم لغرف العناية الفائقة داخل مراكز العزل والمستشفيات.

استهدفت الدراسة 11 وحدة للعناية المركزة في ليبيا في الفترة بين 29 مايو إلى 30 ديسمبر عام 2020. وشملت 465 مريضا بفيروس كورونا ,من ذوي الحالات الحرجة, غالبيهم فوق الستين عاما.

معدل الوفاة قد يكون الأكبر عالميا
كما عملت الدراسة على مراقبة المرضى وتتبعهم خلال 60 يوما من دخولهم غرف العناية المركزة, وأبغلت عن خروج 184 (39.6٪) منهم أحياء، بينما توفي 281 (60.4٪) في وحدة العناية المركزة.

وذكرت بأن هذا المعدل في الوفيات بعد دخول غرف العناية للمرضى ذوي الحالات الحرجة بفيروس كورونا هو الأعلى مقارنة بالدراسات السابقة في جميع البلدان.

وأشارت إلى أن متوسط مدة الإقامة في وحدة العناية المركزة بلغ نحو 7 أيام, فيما كان السبب الرئيسي للوفيات هو تطور متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) والخلل الوظيفي متعدد الأعضاء.

واقع غرف العناية المركزة
تقول الدراسة إن ليبيا لم تكن مستعدة لوباء كورونا بعد تسجل أولى حالات الإصابة , حيث كانت تعاني من نقص حاد في أسرة العناية المركزة وأجهزة التهوية الميكانيكية.

كما أبلغ 56.7٪ من العاملين في مجال الرعاية الصحية عن نقص في معدات الحماية الشخصية ، وذكر 70٪ أنهم اشتروا معدات الوقاية الشخصية بأنفسهم.

ولاحظت الدراسة أيضًا أن بعض المرضى اضطروا إلى البحث عن أسرة العناية المركزة في عدة مدن ، الأمر الذي كان له عواقب وخيمة ، خاصة في المرضى الضعفاء وكبار السن الذين لا يستطيعون تحمل التأخير في إدارة نقص الأكسجن ومشاكل الجهاز التنفسي.

ولفتت إلى أنه خلال الفترة التي أجريت فيها الدراسة حيث كانت حالات الإصابة بازدياد, كان هناك نقص في الموارد ونقص أسرة العناية المركزة مقارنة بالعدد الكبير من المرضى, ما اضطر بعض المرضى للانتظار لساعات أو أيام للعثور على سرير مناسب لوحدة العناية المركزة في مراكز العزل.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك تفسيرا آخر لمعدل الوفاة المرتفع وهو نقص إمدادات الرعاية الصحية ونقص التدريب المناسب للعاملين في مجال الرعاية الصحية وقلة عدد أخصائيي العناية المركزة المدربين.

وأردفت بأن غرف العانية المركزة لم يتم تجهيزها من حيث المعدات والتسهيلات لمحاربة كورونا, حيث كان هناك نقص حاد في الإمدادات وعدد قليل من أجهزة التهوية الميكانيكية.

تحركات السلطات الملحة
بحسب الدارسة تحتاج السلطات الصحية إلى زيادة قدرة المستشفيات على الصمود ، خاصة خلال الموجة الثانية من الفيروس.

وقالت إن المستشفيات يجب أن تكون مجهزة بمزيد من أسرة العناية المركزة لتجنب التأخير في قبول المرضى, بالإضافة إلى توفير عدد أكبر من أجهزة التنفس الصناعي لعلاج المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.

وأكدت الدراسة بأن هناك حاجة لتوظيف المزيد من ممرضي وحدة العناية المركزة وأخصائييها لزيادة قدرة المستشفيات على إدارة جائحة كورونا ومساعدة المرضى.

وأضافت بأن هناك حاجة لتوفير التدريب المناسب لمقدمي الرعاية الصحية ولتوفير إرشادات إدارية يمكن أن تساعد في استخدام الموارد

وطالبت الدراسة الحكومة بتزويد المستشفيات بعلاجات دوائية مطورة ثبت حديثا أنها تزيد من معدل البقاء على قيد الحياة وتقلل من الوفيات ، والتي لا تتوفر بشكل كافٍ في ليبيا بسبب أسعارها المرتفعة والطلبات العالمية عليها.

أسباب زيادة احتمالية الوفاة
وجدت الدراسة أن زيادة العمر مرتبطة بزيادة احتمالية خالات الوفاة بين المرضى المصابين بأمراض خطيرة.

وأشارت إلى أن أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا لديهم أعلى معدل وفيات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.

كما وجدت أن زيادة مؤشر كتلة الجسم والسمنة كان مرتبطًا بارتفاع مخاطر الوفاة بين مرضى فايروس كورونا ذوي الحالات الحرجة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة