المجلس الأطلسي: وفاة ديبي صورة مصغرة لعيوب السياسة الخارجية الفرنسية في ليبيا

قال الزميل الأول غير المقيم في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي عماد الدين بادي، إن وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي مؤخرا هي نتيجة ثانوية مباشرة لما سماها سياسات قصر النظر لحليفه الغربي الرئيسي – فرنسا – في ليبيا، وتشير إلى العيوب المتأصلة في السياسة الخارجية الفرنسية في ليبيا وتشاد ودعمها المستبدين في إفريقيا.

وأشار الكاتب في مقال له بعنوان “وفاة ديبي صورة مصغرة لعيوب السياسة الخارجية الفرنسية في ليبيا” نشر على موقع المجلس الأطلسي، إلى أن الجبهة من أجل التناوب والوفاق التشادية التي شنت هجموها على شمال تشاد من منطقة فزان عملت لسنوات في ليبيا واستفادت من الأنشطة الاقتصادية الإجرامية، مثل الاتجار والتهريب وتعدين الذهب.

وأضاف عماد الدين بادي أن معظم مقاتلي الجبهة متحالفون مع خليفة حفتر وقاتلوا بالنيابة عنه واستفادوا من الأسلحة التي قدمها داعموه الأجانب كما تلقوا تدريبات من مرتزقة فاغنر الروس كجزء من محاولة انقلاب حفتر في 2019 – التي رعتها فرنسا سياسيًا ودعمتها عسكريًا – ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في ذلك الوقت.

وقال بادي إن صناع السياسة الفرنسية برروا شراكتهم مع حفتر من خلال تصويره على أنه حليف يمكنه مواجهة الإسلاميين، وهو ما دفعهم إلى دعم عملياته العسكرية في بنغازي في 2015 بشكل سري، ونشر طائرات استطلاع لدعم توسعه الإقليمي، ودمج القوات الفرنسية التي تشغل صواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع مع قواته خلال انقلابه الفاشل.

وأوضح بادي أنه رغم إدراكها التام أن المرتزقة كانوا جزءًا لا يتجزأ من مليشيات حفتر، إلا أن فرنسا منحت شرعية دولية من خلال المشاركة الدبلوماسية التي استُكملت بدعم عسكري لم يهدأ أبدًا وفق تعبيره، وهو ما جعل حفتر يدخل في حرب أهلية ذات أبعاد دولية مدعومة من فرنسا وساهمت بشكل كبير في عدم استقرار مباشر في منطقة الساحل.

وأعرب الزميل الأول غير المقيم في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي عماد الدين بادي، عن أمله في أن تنتبه باريس إلى مأزقها الحالي في تشاد لتعديل سياستها تجاه ليبيا، لأن تشاد وليبيا ومنطقة الساحل يمكن أن تكون مستقرة حقًا فقط عندما تتخلص فرنسا من نهجها المعيب طويل الأمد تجاه المنطقة وفق قوله.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة