بعد منع زيارتها لبنغازي..سلطة حفتر الموازية أكبر تحديات حكومة الوحدة

واجهت حكومة الوحدة الوطنية أول تحديات فرض هيبتها على كامل البلاد عقب منع أنصار خليفة حفتر وفد الحكومة من عقد اجتماعه في بنغازي ما اضطرهم إلى المغادرة والعودة إلى مطار معيتيقة.

حكومة الوحدة لم توضح ملابسات الحادثة واكتفت بقرار تأجيل الزيارة إلى بنغازي إلى وقت غير معلوم كما دعت إلى عقد اجتماع لديوان مجلس الوزراء في العاصمة طرابلس.

قلق من انهيار العملية السياسية

نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية رمضان أبوجناح عبر عن قلقه من أن تمثل حادثة منع انعقاد اجتماع حكومة الوحدة الوطنية في بنغازي، فرصة لمن يسعى لانهيار العملية السياسية في ليبيا.

أبو جناح أشار إلى وجود أطراف تسعى لاستمرار حالة الانقسام السياسي، وتفكك الدولة وابتزاز مؤسساتها، مضيفا أنه لا مصلحة لأي طرف وطني في دخول ليبيا دوامة الانقسام والعنف، وتابع قائلا ”موقفنا متناغم مع غالبية الشعب الليبي الرافض لاستمرار التعطيل والابتزاز السياسي الذي يعرقل المصالحة الوطنية واستعادة السيادة الوطنية”.

وشدد نائب رئيس الحكومة على حق كل الليبيين في معارضة أي سلطة سياسية في البلاد ضمن إطار حرية التعبير، بعيدا عن استخدام العنف والتخريب للتعبير عن المعارضة، وفق قوله.

سلطة موازية

هذه الحادثة أثارت التساؤلات عن الرسالة التي أراد حفتر​ توجيهها عبر منع حكومة الوحدة من دخول بنغازي​، وعن الخيارات المطروحة أمام الحكومة لمواجهة هذا التحدي الذي يفرضه وجود حفتر كسلطة موازية لها.

السفير البريطاني السابق لدى ليبيا بيتر ميلت قال إن هذه التصرفات تجعل من خيار الذهاب إلى الانتخابات أكثر صعوبة، معتبرا ما حدث إشارة تحذير للمجتمع الدولي والليبي لبذل المزيد من الجهود حتى يتم التخلص من المجموعة القديمة التي لا ترغب في الانتخابات، وفق تعبيره.

وأردف بيلت “هذا أول صدام بعد تفاؤل مفرط بتشكيل الحكومة الجديدة، حفتر لا يسمع ولايصغي لأحد ومايزال يرغب في السيطرة على البلاد وهو أمر غير واقعي”.

ونوه الدبلوماسي البريطاني إلى إمكانية أن يفرض المجتمع الدولي عقوبات على حفتر وعلى كل المعرقلين في حالة استمرت مثل هذه التصرفات.

تصرفات فردية!

ويحاول البعض أن يحمل ما حدث إلى جماعات مدنية ومسلحة لا تتبع الجهات الرسمية تصرفت بمفردها بسبب بعض الاستفزازات من قبل رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بعد لقائه عددا من مهجري بنغازي.

الكاتب والصحفي القريب للرجمة إبراهيم بالقاسم قال إن بنغازي تشهد انقسامات كبيرة خصوصا مع استمرار السجال بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وحفتر.

بلقاسم أضاف في تصريحات لقناة الجزيرة “للأسف هناك عدد من المليشيات غير منضبطة والتي لا تخضع للأوامر العسكرية و هذا التصرف ولد حالة من السخط في الشارع البنغازي وأكسب حكومة الوحدة تعاطف الأهالي” وفق قوله.

بنغازي.. لا صوت يعلو على صوت حفتر

هذا التبرير رفضه كثيرون، فواقع مدينة بنغازي يقول غير ذلك…فمن يمكنه أن يقوم بأي عمل مسلح أو حتى مظاهرة مدنية في المدينة دون إذن مباشر من حفتر؟ فما بالك بمنع الدخول إلى المطار ومنع وفد رسمي من النزول.

فحفتر يقود المناطق التابعة له ولا يمكن لأي كان أن يقوم بأي عمل فيها إلا بأمر مباشر منه، حتى أن الرجمة لم تستنكر ما حدث للوفد الحكومي وهو ما اعتبره مراقبون دليلا آخر على رضاها وموافقتها لما حدث.

ويخشى ناشطون من بنغازي أن هذه التوجهات ستفقد المدينة دورها كعاصمة للإقليم، خصوصا مع وجود حراك مخالف لما يجري في بنغازي في عدة مدن أخرى في برقة وهو ما قد يجعل هذه المدن تتصدر المشهد وتعود بنغازي الى عزلة عانت منها لسنوات.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة