المشهد في بنغازي.. انفلات أمني وجثث مجهولة

يوما بعد آخر، تتواصل وتيرة العنف في مدينة بنغازي، فمنذ انسحاب مليشيات حفتر من طرابلس، بدت لافتة حوادث الاعتداء والسطو على المرافق العامة والممتلكات الخاصة، وتسجيل العديد من حالات القتل والاغتيال، ما دفع الأهالي إلى إطلاق مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعى لوقف هذه التجاوزات.

وعلى خلفية أعمال العنف والاعتداء، أعلنت السلطات في مدينة بنغازي تشكيل اللجنة الأمنية العليا برئاسة عبدالرزاق الناظوري، معززة بوحدات عسكرية وعناصر عدة من مختلف الأجهزة الأمنية، التي أعلنت بدورها عن حزمة من القرارات الهدف منها كبح الجريمة المنظمة، وملاحقة المجرمين، وبسط الأمن.

في المقابل، شهدت بنغازي أحداثا أثارت الرأي العام محليا وخارجيا، حيث اغتال مسلحون الناشطة الحقوقية حنان البرعصي في شارع عشرين وسط المدينة، ورغم ما حظي به الحدث من اهتمام واسع، وما أثار من جدل، إلا أن وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة إبراهيم بوشناف وصف الحادثة بأنها قد تعرضت للتضخيم.

وضع أمني هش، هكذا يصف الأهالي المشهد في بنغازي بعد أكثر من ست سنوات من سيطرة مليشيات حفتر على المدينة، خيبة ازدادت يوما تلو آخر، مع ازدياد عدد الجثث التي بات يعثر عليها بشكل شبه يومي، حيث عثر خلال شهر يناير على أكثر من ثماني جثث، ظهرت جلها مكبلة الأيدي وعليها آثار تعذيب وطلق ناري.

استمرار مليشيات حفتر في التكتم حول هذه الحوادث، وتجاوزها التحقيق في هذه الانتهاكات، ودون إعلان عن أي نتائج، كل ذلك يطرح تساؤلات عدة عن جدوى مشروع عملية الكرامة بعد كل هذه السنوات، ومدى جدية الأجهزة الأمنية وقدرتها في ملاحقة المجرمين، وإيقاف الانتهاكات في ظل ما تدعيه هذه المليشيات من إنجازات.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة