بعد المقابر الجماعية.. القنابل العنقودية جريمة تلاحق حفتر

كشف تقرير للأمم المتحدة، استخدام الذخائر العنقودية الفتاكة في الصراع الليبي، ضمن سبع دول أخرى تعيش أزمات منذ سنوات، وبينما لم تشر المنظمة مباشرة لمستعمليها وثقت هيومن رايتس ووتش قبل أشهر استخدام مليشيات حفتر لهذا السلاح المحظور في العدوان على طرابلس.

استعمال حديث للقنابل

ووصفت المسؤولة عن إعداد التقرير الأممي ماريون لودو، استعمال القنابل العنقودية في ليبيا بالحديث وأكدت أنه أمر غير مقبول.

ويتوافق مضمون توصيف لودو مع معلومات منظمة هيومن رايتس ووتش على لسان الباحثة لديها حنان صالح التي تحدث في مارس عن أن العدوان على طرابلس عرض حياة المدنيين بسبب العشوائيات والغارات الجوية، إلى جانب استخدام مليشيات حفتر للقنابل العنقودية التي تعتبر سلاحا محظورا.

كما أكدت المنظمة في يونيو على لسان مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش “إيريك غولدستن”، أنها وثقت انتهاكات لقوانين الحرب من قبل مليشيات حفتر والمرتزقة تشمل القصف العشوائي وغارات جوية وضربات بطائرات دون طيار قتلت وأصابت مئات المدنيين ودمرت البنية التحتية المدنية، إضافة إلى استخدام القنابل العنقودية والألغام الأرضية والمفخخات المحظورة دوليا في الضواحي الجنوبية لطرابلس.

“العنقودية” قاتل عشوائي

ويصف التقرير الأممي الحديث شكل الضرر المصاحب لتلك القنابل، وقال: “يجري إطلاق الذخائر العنقودية إما من الجو أو من الأرض في عبوة تحتوي على مئات القنابل الصغيرة التي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة”.

وأوضحت المنظمة الأممية أن القنابل العنقودية لا تستهدف هدفا محددا، وأن ما يصل إلى 40 في المائة من القنابل المتفجرة لا تنفجر فورا، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقا، وفق التقرير.

تداعيات مميتة

وجاء في التقرير الذي أعده الائتلاف المناهض لاستخدام الذخائر العنقودية، أن تلك المتفجرات تسببت على مدار العقد الماضي، في وقوع أكثر من أربعة آلاف وثلاثمائة ضحية مسجلة في عشرين دولة، مرجحًا أن يكون الرقم الحقيقي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

وأشار التقرير إلى أن نشر الذخائر العنقودية في الدول السبع التي لم توقع على معاهدة نزع السلاح العالمية كان في الفترة ما بين أغسطس ألفين وعشرة ويوليو ألفين وعشرين.

أدلة ملموسة

وكشف في أكتوبر 2019 جمعية التواصل لإزالة الألغام أنها جمع قنابل عنقودية محرمة دوليا من منطقة كوبري الزهراء وتخلصت منها بتفجيرها بعد بلاغ من أهالي المنطقة.

وذكرت حينها الجمعية أن رجالها توجهت إثر بلاغ إلى المكان من أجل تجميع هذه المخاطر والتخلص منها في اليوم نفسه، إلى جانب مخلفات حرب أخرى في إحدى المزارع بمنطقة عين زارة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة