التحالف التركي القطري مع طرابلس .. الأهمية والنتائج المرجوة منه؟

أمام الدعم المتواصل لمعسكر حفتر من قبل الدب الروسي في سرت والجفرة محط الاهتمام الدولي في الآونة الأخيرة، تسير الخطوات على الضفة الأخرى نحو تشكيل تحالف تركي قطري ليبي يدعم حكومة الوفاق الوطني لمواجهة تمدد داعمي حفتر.

انزعاج حلفاء حفتر

التفاهم على تفعيل الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين التحالف الثلاثي وتقديم الدعم لحكومة الوفاق والبحث في توطيد العلاقات من قلب العاصمة طرابلس التي أفشلت على أسوارها مشروع أبوظبي الانقلابي، أزعج داعمي حفتر خاصة أبوظبي التي تواجه حاليا موجة واسعة النطاق من السخط والغضب جراء تطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي، ودفعتها إلى تفسير الزيارة على أنها لدعم المليشيات ودمج المرتزقة في الأجهزة الأمنية، على حد تعبيرها.

إحياء مؤتمر برلين

وتزامنت زيارة وزيري الدفاع القطري والتركي إلى العاصمة طرابلس، مع زيارة وزير الخارجية الألماني ولقائه مسؤولين من حكومة الوفاق من أجل الدفع إلى العودة للمسار السياسي وفق مخرجات مؤتمر برلين، ما دفع مراقبين إلى تفسيرها بأنها تأتي للدفع باتجاه توحيد الموقف الأوروبي خاصة الفرنسي الذي يدعم حفتر بالخفاء، وكذلك للضغط على موسكو التي ترسل مرتزقة شركة فاغنر إلى سرت والجفرة دعما لحليفها حفتر.

تنافس وحماية نفوذ

الزيارات المكوكية في الآونة الأخيرة بين الحلف الثلاثي سواء في أنقرة والدوحة وطرابلس، يتعلق بتحالفات تسير وتتوسع وتتطور بشكل متسارع لمواكبة التنافس الدولي والإقليمي على مساحة نفوذهم في ليبيا والحفاظ على مكتسباتهم، وحماية حكومة الوفاق من التدخلات الخارجية التي تدعم حلفاء الثورات المضادة في المنطقة.

إذن المشهد السياسي للأزمة الليبية، ينحصر في الوقت الحالي في لقاءات واتصالات ومشاورات على جميع الأصعدة من قبل الدول الفاعلة في الملف الليبي وتباين في وجهات النظر بينهم، فمنهم من يدعو إلى حل منزوع السلاح والعودة إلى المسار السياسي وفق مخرجات برلين، ومنهم من يرسل طائراته المحملة بالمرتزقة والعتاد العسكري دعما للمشاريع الانقلابية في البلاد، فهل يحسم التحالف الثلاثي الحل في ليبيا؟.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة