عيد الأضحى.. يحل بنكهة النصر وطقوس استثنائية وعادات غائبة

صبيحة هذا العيد ليست كسابقاتها في ليبيا، فقد كانت الشوارع والميادين والمساجد تعج بالمصلين في الساعات الأولى من يوم العيد قبل أن يتجه الجميع إلى بيوتهم لذبح الأضاحي والتعاون في طقوس العيد المختلفة.

طقوس استثنائية

وحل عيد الأضحى المبارك على الليبيين هذه السنة بطقوس استثنائية غير مألوفة عليهم مشابهة لظروف عيد الفطر، فرضتها إجراءات وقائية احترازية من وباء كورونا الذي يتفشى بشكل متسارع خلال الآونة الأخيرة، ناهيك عن مخلفات العدوان على طرابلس التي مازالت تلقي بظلالها على بعض الليبيين، سواء من فارقوا أحبتهم في الحرب أو تركوا بيوتهم ومازالوا يعانون تداعيات الحرب.

وانعكست إجراءات الوقاية من الوباء على عدم إقامة صلاة العيد وسط ميدان الشهداء ونحر الأضاحي والتقاط الصور التذكارية بالزي الليبي ككل عام، فقد التزم الأهالي منازلهم بناء على تعليمات المجلس الرئاسي الذي مدد حظر التجول لمدة خمسة أيام على مدى 24 ساعة، ومنع التنقل بين المدن والتجمعات الكبيرة، بما في ذلك المصايف والحدائق.

كورونا وعادات غائبة

وتأتي تعليمات المجلس الرئاسي بتمديده لحظر التجوال، في وقت تسجل فيه البلاد أكبر حصيلة يومية تجاوزت المائتي إصابة منذ بدء ظهور الفيروس في البلاد مارس الماضي، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 3400 إصابة.

أسباب كثيرة غيرت من طعم العيد إضافة لكورونا ومنها ارتفاع الأسعار ونقص الوقود وانقطاع الكهرباء، فكان تبادل التهاني بالعيد مقتصرا على الرسائل النصية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية وزيارة الجيران المحيطين فقط، إلى جانب أن هذا العيد حل أيضا وسط استياء المواطنين وتخوفهم من فساد لحوم الأضاحي بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

لكن رغم كل الإجراءات والعادات غير المسبوقة في هذه المناسبة واستمرار تردي الأوضاع المعيشية وتدني الخدمات الأساسية المقدمة للمواطن، تميز هذا العيد بكونه الأول بعد أن انتصرت العاصمة على العدوان الغاشم الذي شنه حفتر، وتمكنت من هزيمته ودحر مليشياته منها، لتبقى آمالهم وأمانيهم بتحسن أوضاعهم قائمة ما دامت نيران حفتر بعيدة عنهم.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة