الكهرباء في ليبيا… أزمة بلا حل

برزت أزمة انقطاع التيار الكهربائي كمعضلة لا حل لها، حيث تجاوزت ساعات الانقطاع في بعض المناطق العشرين ساعة يوميا، ما أثار غضبا شعبيا وتساؤلا عن سبب تردي الخدمة، لا سيما أن هذا القطاع هو من أكثر القطاعات تمويلا في ليبيا.

موسم صيف جديد.. على الشركة العامة للكهرباء أن تجتازه بنجاح دون أن يقهرها غضب المواطنين، الذين ترفع حرارة هذا الفصل من لهيب غضبهم تجاه الجهات المسؤولة بالدولة، والذي لن تتوقف تداعياته على إدارة الشركة وحسب، بل ستتعداها إلى جهات أخرى.

احتجاجات وتنديد واتهامات بالفساد

إظلام تام.. انقطاع متكرر… وقفات احتجاجية.. مظاهرات منددة.. استنكار واسع على منصات التواصل… درجات حرارة عالية، تبرير وإعلان واعتداء… عدم تجاوب وفتح بالقوة.. كلها ألفاظ مكررة، تقابلك كل يوم وحين… مردها الكهرباء، وعمل الشركة … والفساد يبقى هو السبب في عدم وجود حل لهذه المشكلة بحسب شعارات بعض المتظاهرين… أو الفشل في إدارة الأزمة وفق بعضهم الاخر.

المتظاهرون يقولون إن مشكلة الفساد المستشري في وزارات الدولة ومؤسساتها من أهم أسباب فشل مشاريع التنمية والخدمات في ليبيا، وفي مقدمتها قطاع الطاقة، وما لم تتخذ حكومة الوفاق إجراءات رادعة بحق الفاسدين في شركة الكهرباء فإن هذا القطاع لن يشهد أي تحسن.

مشكلة متجددة,, هي ليست وليدة اليوم واللحظة، قد تكون الحروب هي من زادت حدتها، وأوضحت تجليات إشكالياتها… بيد أنها مشكلة قائمة، لم تنجح إدارة الشركة العامة والتنفيذية في حلحلتها، ولا حتى التقليل من حدة تبعاتها.

محطات الكهرباء.. إمكانيات هائلة يعيقها فشل إدارتها

محطات عدة لتوليد الكهرباء في ليبيا تتوزع شرقا وغربا وجنوبا، بيد أنها تواجه تحديات فنية، إلى جانب الاعتداءات المتكررة من قبل بعض الخارجين عن القانون.
في غرب ليبيا تعد محطة غرب طرابلس البخارية شبه متوقفة وهي إحدى المحطات العملاقة بقيمة إنتاجية تصل في الأساس إلى 600 ميجاوات إلا أنها تعمل بعشرة بالمئة فقط من طاقتها، ومرد ذلك إلى أن بها 4 توربينات كل واحدة منها بسعة 25 ميجا وات، لكن لا يمكن تشغيل التوربينات الأربع في الوقت ذاته، وتعمل المحطة بتوربينتين فقط.

وهناك محطة جنوب طرابلس تلك التي تضم 7 توربينات 3 منها متوقفة، نظرا لإشكالية القمامة المتراكمة.
أما محطة الزاوية التي تضم 6 توربينات غازية، إحداها متوقفة بسبب عدم وجود الراوتر، في حين لا تعمل توربينة غازية أخرى بسبب حاجتها للزيت. كما تضم محطة الزاوية 3 توربينات بخارية جميعها متوقفة عن العمل حاليا.

إشكاليات قديمة وضعف بالبنية التحتية

محطة الرويس هي الأخرى تضم 6 توربينات لتوليد الطاقة، ولكن المحطة لا تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية نتيجة تهالك خطوط نقل الطاقة إليها وأغلبها “مقطوعة” منذ عام 2011.
في حين أن محطة الخمس تضم 4 توربينات غازية و 4 بخارية وأدى انحراف المكبس إلى توقف عمل إحدى التوربينات، فيما توقفت توربينتان جديدتان بحمولة 250 ميجا عن العمل.

أما محطة مصراتة فتضم توربينتين كبيرتين بحمولة 500ميجا بالإضافة إلى توربينة بخارية، إلا أنها تعمل حاليا بتوربينة واحدة فقط وبقدرة 250 ميغاوات، فيما تفقد الوحدة البخارية ما قيمته 350 ميجا وات.
وهناك محطة الخليج في مدينة سرت، بها توربينة واحدة تنتج ما مقداره 325 ميغا وات، وهي متوقفة نظرا لتضرر خطوط النقل.

جنوب ليبيا المنسي.. خدمة معطلة

شرق ليبيا يضم محطات الزويتينة – درنة – شمال بنغازي – طبرق – السرير، وجدير بالذكر أن الشبكة الكهربائية قد جرى فصلها بين المنطقتين الشرقية والغربية حين دخلت قوات حفتر لمدينة سرت.

جنوبا… حيث المنطقة المنسية، ومشاكل المرض والوباء ولدغات العقارب…. هناك حيث لا انقطاع في الكهرباء.. إذ أن بعض المناطق لا تصلها الطاقة حتى تنقطع.. يعانون مشاكل جسيمة، وتوجد بالمنطقة محطة يتيمة، طالما علقت الامال عليها، إلا أن الظروف حالت دون تشغيلها بالكامل والاستفادة من قدراتها.
محطة أوباري الغازية تضم لأربع توربينات بحمولة 650ميجا وات اثنتان منها تعملان، والأخريان متوقفتان، حيث لا توجد في المحطة شبكة تصريف مياه.

ذروة الطلب على الكهرباء في ليبيا تفوق القدرات المتاحة للمحطات الحالية، وهناك من يعلل هذه الإشكاليات بالضعف الشديد للبنية التحتية للكهرباء، التي تفتقر إلى عناصر الإنتاج والنقل والتوزيع، فشبكات النقل والتوزيع مهترئة وقديمة ، وإدارة القطاع يبدو أنها لا تملك جديدا وتقف عاجزة عن إيجاد الحلول. كهرباء.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة