المتناقضات الدولية على الساحة الليبية تطيل عمر الأزمة وتعقد المشهد

المتناقضات الدولية على الساحة الليبية .. أزمة قديمة متجددة اتخذت منذ ثورة فبراير مسارا تصاعديا، مع تصاعد الخلاف المحلي بين حفتر وحكومة الوفاق، وخاصة مع قرار غزو طرابلس العام الماضي.

انكشاف الأدلة
وكشفت حرب الأربعة عشر شهرا التي شنها حفتر على العاصمة، بالأدلة ما كان معلوما بالتحليل السياسي، من تورط الإمارات ومصر وروسيا ممثلة في مرتزقة فاغنر، كما فضحت صواريخ جافلن في غريان تورط فرنسا، ولم يكن خافيا اصطفاف هذا المعسكر الإقليمي والدولي مع حفتر منذ تأسيس عمليته العسكرية المسماة كرامة في 2014، غير أنه تعرى تماما بعد أن عقدت تركيا اتفاقية بحرية عسكرية في نوفمبر العام الماضي مع حكومة الوفاق.

سياسة الإنكار
ومع وضوح الأهداف المعلنة للجميع لتحالف تركيا مع الحكومة الشرعية، ووضوح ثمار هذا التحالف في وقت وجيز مكن الأخيرة من بسط سيطرتها على كامل المنطقة الغربية بما في ذلك محيط العاصمة حتى مدينة ترهونة، ماتزال روسيا على العكس من ذلك تعتصم بالإنكار في علاقتها بشركة فاغنر ذراعها العسكرية في كل مكان أرادت التدخل فيه، وكذلك فعلت فرنسا التي زعمت أن صواريخها التي ضبطت في غريان منذ عام، كانت خردة معدة للإتلاف، وأنها كانت هناك لتوفير الحماية الذاتية لوحدة فرنسية نشرت لغرض استطلاعي في إطار مكافحة الإرهاب، ولم تقدم وزارة الجيوش حتى الآن أي إجابة رسمية عن تفاصيل الوجود الفرنسي في قاعدة عسكرية لقوات حفتر.

سكيزوفرينيا فرنسا
فرنسا التي وصف سياستها في ليبيا وزير الخارجية التركي بالمنافقة، والعضو الدائم بمجلس الأمن الدولي كانت داعمة من خلال موقعها هذا لحكومة الوفاق والاتفاق السياسي وكل القرارات الأممية، وهي التي استعملت حلف الناتو لإسقاط نظام القذافي، ثم بدأت تتبرأ منه ووصفته بالميت سريريا عندما احتمت به تركيا العضو القوي فيه، وبعد أن ضغط عليها ترامب لدفع مساهمتها المالية كاملة فيه، ومن المتناقضات العجيبة الأخرى في سياسة فرنسا ماكرون هو تقاربها الهجين مع عدو الناتو اللدود روسيا التي كانت الدولة الوحيدة المتحفظة على قرار مجلس الأمن 2510 الداعي إلى وقف إطلاق النار في ليبيا والذي يدعي البلدان اشتراكمها على أساسه، أما روسيا التي ظلت متمسكة بالقذافي حتى لحظاته الأخيرة ثم باعته بصفقة سرية بين عشية وضحاها، فقد تسورت إلى ليبيا من زاوية نجله سيف تارة، ومن زاوية حفتر تارة أخرى حتى توسع حضورها وبدأت أيديها تمتد إلى النفط.

وأمام هذا المشهد الهتشكوكي للتدخلات الأجنية القائم على التشويق والغموض والإثارة، لم يجد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من تعليق عليه إلا بالقول لقد نفدت كلماتنا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة