كورونا وسد النهضة يحاصران مصر.. والسيسي يهدد ليبيا بالتدخل

بعدما تغيرت موازين القوى عسكريا وسياسيا لصالح حكومة الوفاق، وأضحت هزيمة خليفة حفتر أمرا واقعا لا مفر منه، خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أحد أهم الداعمين لمشروع عسكرة الدولة في ليبيا ليهدد الليبيين بالتدخل المباشر في بلادهم في تناقض واضح مع مبادرته التي لم يجف حبرها بعد، والتي دعا فيها لتغليب لغة الحوار ووقف الأعمال العسكرية.

تدخل ووعيد
وقال السيسي، إن أي تدخل مباشر من القاهرة في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، متعهدا بتسليح أبناء القبائل وتدريبهم، مضيفا أثناء تقفده لوحدات قتالية عسكرية السبت، أن تدخل مصر في ليبيا سيكون هدفها حماية الحدود الغربية وسرعة استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.

وفي تجاوز لطبيعة الدولة الحديثة ومنطق المواطنة، توعد السيسي بتسليح أبناء القبائل ذات الأصول الليبية المقيمة في صحراء مصر الغربية.

خط أحمر
ولم يكتف الرئيس المصري بالتلويح بالتدخل المباشر، بل ذهب إلى التهديد بعدم قبولهم تجاوز مدينتي سرت والجفرة معتبرا هاتين المدينتين خطا أحمر بالنسبة للقاهرة لا يمكن تجاوزه.

وخاطب السيسي الجيش المصري قائلا “جاهزية القوات للقتال أصبحت أمرا ضروريا” مشيرا إلى أن التدخلات غير الشرعية في المنطقة تسهم في انتشار المليشيات الإرهابية، وفق تعبيره.

وتأتي تصريحات السيسي في وقت تعثرت فيه مفاوضاتهم مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، ومطالبتهم مجلس الأمن بالتدخل لإيجاد حل عادل ومتوازن، حيث أضحت القاهرة وفق رأي مراقبين عاجزة عن التعامل مع أديس أبابا ولا تحمل أي أوراق قوة وتسجدي منها الحوار والسلام، بينما نراها على الضفة الغربية من حدودها تلوح بالتدخل العسكري المباشر ومزيد من الحرب والدمار مستغلة الانقسام القائم وضعف الجبهة الداخلية في البلاد.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة