مناورات حفتر تحشره في الزاوية وجرائمه بمساعدة روسيا تضيق عليه الخناق

رغم دعوة روسيا إلى تبني المبادرة المصرية إلا أن التحركات السياسية الأخيرة لا تسير وفق الأجندة التي وضعها السيسي، إذ تصب أغلب الدعوات في سياق استئناف الحوار على قاعدة الاتفاق السياسي ومخرجات برلين، ويعكس الموقف الأمريكي التركي خاصة، تجاهل ما سمي إعلان القاهرة، ويسعى إلى حشر روسيا في الزاوية بما يعني خروج حفتر من المعادلة وفشل تلك المبادرة الأحادية.

ولدت ميتة
مبادرة زعيمي الانقلاب على الاتفاق السياسي والعدوان على العاصمة طرابلس حفتر وعقيلة صالح بقيادة عراب الحكم العسكري والقتل في ليبيا عبد الفتاح السيسي، ماتت في مهدها.

تجري الرياح
ولم يكن رد تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو على ما سمي إعلان القاهرة في حينها، من فراغ، إذ تعلم الخارجية التركية أن أغلب المواقف الدولية لم تعد تلتفت إلى مصر كوسيط نزيه، بل على العكس من ذلك بدأت التحركات الأمريكية في حشر حفتر في زاوية حليفته روسيا وتحميله وزر تدخلها ووزر الجرائم التي ارتكبها بدعم عسكري منها.

أمريكا تضغط
ورغم ترحيب سفير الولايات المتحدة في ليبيا بالجهود المصرية لاستئناف الحوار، إلا أنه أشار لقبول شخصيات من الشرق الليبي بالحوار ولم يعتبر ذلك مبادرة حقيقية، وهو ما يتوافق مع المواقف الأمريكية الأخيرة من الداعم الدولي الأول لحفتر روسيا.

فاغنر في قفص الاتهام
و أصدر الكونغرس الأمريكي مؤخرا مشروع قانون يسلط الضوء على يفغيني بريغوجين ومجموعته فاغنر، إذ اتهم المواطن الروسي المعروف بطباخ الرئيس بوتين والكيانات التابعة له، بأنها تشكل تهديدا للمصالح والأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، وأن شركته العسكرية فاغنر التي قال الكونغرس إنها منظمة مرتزقة روسية يعمل بها ضباط الجيش والمخابرات الحاليين والسابقين، مسؤولة عن دعم حفتر بالمقاتلين وسلاح المدفعية والدبابات والطائرات بدون طيار والذخيرة، وتشغيل ما يصل إلى 1200 عسكري مرتزق في ليبيا.

سارق النفط
وسبق دعوة مجلس النواب الأمريكي لفك الارتباط بصاحب شركة فاغنر والضغط عليه بمزيد من العقوبات، وإدانته له بسبب تدخله في العمليات الديمقراطية لمن سماهم حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها، تهديد لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، بفرض عقوبات على من يخطط لتصدير النفط خارج الإشراف القانوني للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، وذلك استنادا إلى تقارير تفيد بأن طائرة خليفة حفتر توجهت إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس في إطار محاولة لإبرام صفقة نفطية.

سفاح المقابر
وما أراد السيسي تحقيقه بمبادرته لإنقاذ حليفه حفتر بعد هزائمه المتتالية جاء بعكسه، إذ اتجهت أغلب التحركات نحو إدانة روسيا أقوى حلفاء معسكر العدوان على طرابلس، وحشر سفاح المقابر الجماعية وسارق النفط وقوت الليبيين خليفة حفتر في زاوية ضيقة، قد تفضي به إلى مصير القائد العسكري لكروات البوسنة ومجرم الحرب سلوبودان برالياك عام 2017.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة