حفتر يهرب من انهيار مليشياته على أسوار العاصمة بانقلاب جديد

ما إن يتردد اسم خليفة حفتر حتى تتبادر إلى الأذهان صورتان الأولى للعسكري الأسير المهزوم والثانية للانقلابي وها هو يعيد كرته الانقلابية غير أنه هذه المرة ينقلب وهو يتجرع هزيمة على أسوار طرابلس التي حاول غزوها قبل أكثر من عام.

حفتر الذي ظهر في مشهد أقرب للكرتوني ليعلن إلغاء بقايا سلطة في يد عقيلة وعبد الله الثني يرى حفتر نفسه أعلى منها وليس بحاجة إليها في الشرق وأخرى تملك الشرعية والاعتراف الدولي في طرابلس فسره البعض بأنه محاولة من حفتر لإعادة صياغة موقعه السياسي بعد فشل محاولاته الدموية للسيطرة على العاصمة.

حفتر والإمارات ينهيان ما تبقى من سلطة عقيلة والثني
هروب حفتر من هزيمته في غرب ليبيا إلى الأمام بإعلان انقلابه الجديد يصعب فهمه بعيدا عن تخطيط داعمي حفتر الإقليميين وعلى رأسهم مصر والإمارات فالمتابع لسلوك محمد بن زايد في دعمه للفوضى والانقلابات على الحكومات الشرعية في المنطقة لا يستبعد تدبير انقلاب حفتر في الإمارات ليكون خطة بديلة ترتكز على مزيد من العنف والحرب عبر رفع مستويات الدعم العسكري لحفتر أو لتهيئة مناطق نفوذه لطلب الحكم الذاتي كما فعلت في جنوب اليمن مؤخرا.

الإمارات تسعى لتكرار مخططها في اليمن في ليبيا
مخططات بن زايد والسيسي الانقلابية في ليبيا ستواجه معطيات عديدة لعل أبرزها وجود ليبيا في المجال الحيوي الأوروبي وطبيعة التعاون التركي مع حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس غير أنه من الصعب في نفس الوقت الجزم بمواقف فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية تجاه محاولات الإمارات ومصر خصوصا وأن الاتحاد الأوروبي وواشنطن لم يظهرا ارتياحا واضحا تجاه دور أنقرة المتصاعد في ليبيا من جهة ومن تزايد تأثير روسيا في تطورات الأحداث على الأرض.
إذن هي محاولة جديدة من حفتر وداعميه لفرض وقائع وأحداث تغطي على هزيمته في عدوانه على طرابلس غير أن الحكم على مآلات هذا الانقلاب لاتزال مبكرة ومرتبطة بخطوات حكومة الوفاق العسكرية والسياسية القادمة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة