مبادرة عقيلة وتفويض حفتر تبادل أدور أم تضارب مصالح؟

لا دخان بدون نار مقولة قديمة متجددة تنطبق إلى حد بعيد على ما رشح من أنباء وتواتر من أخبار لا تزال تترى من برقة على خلفية مبادرة عقيلة التي يرى البعض أن حفتر ألغاها بالجملة سياسيا واجتماعيا بطلبه تفويضا شعبيا بعد ساعة أو أقل من إعلان عقيلة صالح مبادرته السياسية.

تضارب المصالح بين حفتر وعقيلة
حجم تضارب المصالح واختلاف التوجهات بين مبادرة عقيلة وطلب حفتر للتفويض يضع المكونات السياسية والعسكرية والاجتماعية في مناطق نفوذ حفتر أمام خيارات محدودة فعقيلة الذي ينادي بمجلس رئاسي جديد واستمرار البرلمان الحالي قد يراه بعض الفاعلين السياسيين والعسكريين في المنطقة الشرقية مخرجا مقبولا للوضع الذي فرضه عدوان حفتر على طرابلس عليهم فيما يقضي طلب حفتر التفويض على طموح عقيلة ومن معه في مبادرته .. وهنا سوف تواجه المكونات سؤالا صعبا خصوصا إذا استمر عقيلة صالح في تمسكه بمبادرته الأخيرة

بعض المواقف الدولية والإقليمية الداعمة لحفتر هي الأخرى ليست بعيدة على مايبدو عن مبادرة عقيلة صالح والتي تقترب بشكل كبير مع التصور الروسي والمصري الدافع إلى ضرورة أن يطور معسكر حفتر موقفه السياسي خاصة بعد فشل عدوانه على طرابلس بل تحدثت بعض المصادر الإعلامية بأن الموقف الفرنسي يقترب من مبادرة عقيلة صالح خصوصا بعد قرب انتهاء مهلة الإليزيه لحفتر بدخوله للعاصمة قبل نهاية شهر أبريل الجاري بحسب صحف فرنسية فيما بدا موقف أبوظبي وحيدا داعما لحفتر وتفويضه بالاستمرار في الحرب

التباين الإقليمي والدولي
الاختلافات في تصورات معلنة للدولة المنخرطة في دعم حفتر في ليبيا ترجمتها اختلافات بين مبادرة عقيلة صالح وطلب حفتر بتفويضه للاستمرار في حربه التدميرية العبثية إذا ما وضع عليها هزائم حفتر المتتالية في غرب ليبيا عوامل متجمعة تزيد من مستوى الضغوط السياسية والاجتماعية على معسكر حفتر شرق البلاد وتضع الجميع أمام خيار الاستمرار في الحرب أو الضغط باتجاه حل سلمي يحول حفتر من قائد عام إلى عسكري في خلفية الأحداث

هزائم حفتر و مواقف داعميه
انهيار قوات حفتر في المنطقة الغربية واستمرار حصار ترهونة وسيطرة عاصفة السلام على سماء مناطق العمليات في كامل غرب ليبيا تطورات وضعت حفتر وداعميه في موقف صعب دفعه إلى طلب التفويض وإسقاط العملية السياسية برمتها راى فيها البعض على انها خطة بديلة قدصل للحد الى فصل شرق ليبيا بدعم إمارتي على غرار محاولات أبوظبي الاخيرة في اليمن ةان المبادرة التي طرحها عقيلة صالح ليست الا عامل مكمل لمخطط حفتر وداعميه في مصر والإمارات.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة