في ظل هزائم حفتر المتتالية … دعوات أوروبية جديدة لوقف القتال بليبيا

طالب الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، جميع الأطراف في ليبيا بالعمل على وقف إطلاق نار والعودة إلى الحوار السياسي وفق ما نقلته وكالة آكي الإيطالية.

دعوة جديدة لوقف القتال
وتأتي الدعوة الأوروبية الجديدة لوقف الحرب في ليبيا بعد مرور أكثر من عام منذ بدء الحرب على طرابلس بهدف الانقلاب على الحكومة التي تحظى باعتراف دولي.

وقدم جوزيب بوريل تبريرات لدعوته قائلا إن القتال في البلد أخذ في الازدياد ولم يتوقف رغم النداءات الدولية، وحتى التحذيرات من انتشار فايروس كورونا وهو ما يستوجب مشاركتهم مع الأطراف الدولية الأكثر نفوذا كما وصفها للاتفاق على هدنة إنسانية للتعامل مع الفيروس.

غير أن هذه التصريحات الأوربية الداعية لوقف القتال والبدء في عملية سياسية وإن كان السبب أيضا لمجابهة فايروس كورونا الذي تحاربه القارة العجوز هي الأخرى والذي قد يكون سببا في تفكك الاتحاد لغياب التعاون بين دوله.

مساعي فرنسية لإنقاذ حفتر
ويرى بعض المراقبين أن هذه التصريحات تحمل دلالة سياسية حول التوقيت الذي جاءت فيه في ظل هزائم حفتر المتتالية في جبهات القتال وانتصار واضح لقوات الوفاق، عما إذا كان ذلك محاولة فرنسية بواجهة أوربية لإنقاذ حليفهم بليبيا الذي يواجه كابوسا تأخر انقشاعه، علها تسهم في لملمة قواته المنكسرة على تخوم طرابلس كيف لا… وهي التي تحركت وفق البعض لإطلاق عملية إيريني لمراقبة حظر السلاح بهدف محاصرة الوفاق والحد من الدعم الذي تقدمه أنقرة لطرابلس بفعل الاتفاقيات الموقعة بينهما.

تعثر عملية إيريني
المساعي الفرنسية للتدخل في ليبيا بواجهة أوروبية تواجه تعقيدا جديدا بتأخر انطلاق إيريني حتى الآن إذ يرجع بوريل تأخر انطلاق العملية تارة لعدم امتلاكهم الوسائل الكافية، وتارة أخرى يتحدث عن أن استمرار الحرب قد يعيق العملية وهي التي انطلقت كما قيل لإحلال السلام بليبيا.

وأثار إعلان العملية الأوروبية الجديد تحفظات محلية واسعة وعلى رأسها حكومة الوفاق التي جدد وزير خارجيتها في رسالة لمجلس الأمن رفض وتحفظ الحكومة على هذه الخطوات التي قال إنها غير كافية لمراقبة حظر توريد السلاح، ولم يتم التشاور فيها مع حكومة الوفاق كما تنص قرارات مجلس الأمن، قائلا إن الخطة الجديدة تغفل منافذ الجو والحدود البرية الشرقية لليبيا اللتين يتدفق منها السلاح والعتاد لدعم حفتر.

من جانبه اتهم مجلسا النواب والأعلى للدولة في طرابلس الاتحاد الأوروبي بالسعي لتمكين مليشيات حفتر وداعميه بالطرق الملتوية، مؤكدين أن اقتصار حظر توريد الأسلحة على البحر دون الجو والبر اللذين يعدان طريقا مباشرا ورئيسيا لتسليح حفتر وفق أهداف العملية الأوروبية المعلنة يدل على سعيها لتقييد الشرعية دون المعتدي.

حل سياسي!
وسبق تصريحات بوريل موقف أوروبي آخر بدا للبعض محاولة أوروبية لتحوير خطابها الموجه لحكومة الوفاق حتى وإن كان ذلك متأخرا عندما حمل رئيس البعثة الأوروبية لدول المغرب العربي حفتر مسؤولية ما يحدث في ليبيا بمحاولته الهجوم على طرابلس، مطالبا داعمي حفتر بنصحه لانتهاج الحوار وهو ما أكده وزير الخارجية الإيطالي أيضا بقولهم لحفتر إن وقت الدبلوماسية قد حان وليس السلاح فهل بات الحديث عن الحل السياسي اليوم واقعا بعد تعنت حفتر وداعميه عندما ظنوا إن محاولة اجتياح طرابلس ستكون يسيرة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة