فاينشال تايمز: تحقيق أممي في تزويد الإمارات لحفتر بوقود الطائرات

أكد صحيفة فاينشال تايمز أنها اطلعت على وثائق تدل على تورط شركات بالإمارات في تزويد حفتر بأطنان من وقود الطائرات.

وأوضحت الصحيفة أن شحنة قيد التحقيق من قبل لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، بلغت قيمتها في السوق حوالي 5 ملايين دولار وقت تحميلها في الإمارات، وجرى تسليمها الشهر الماضي إلى مدينة بنغازي، مقر هجوم حفتر.

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة بالوكالة إلى ليبيا لصحيفة ستيفاني ويليامز لفاينانشيال تايمز، إن وقود الطائرات في تقدير الأمم المتحدة يعتبر “إمدادات قتالية”، وإن عمليات الشحن إلى شرق ليبيا يمكن أن تشكل انتهاكا للحظر.

وتابعت الصحيفة أن بعض الدبلوماسيين يشكون منذ شهور مما يصفونه بانتهاكات متكررة وصارخة لحظر الأسلحة من قبل القوى الأجنبية الذين يدعمون الأطراف المختلفة في الصراع الليبي، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.

وتوفر وثائق الشحن والبضائع التي شاهدتها “فاينانشيال تايمز” تفاصيل نادرة عن ثلاث شركات قد تكون متورطة.

وتشير الوثائق إلى أن مورد الوقود كانت شركة “أفريفين لوجيستيكس إف.ز.إي” ومقرها الشارقة وهي واحدة من الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضحت الوثائق أنه جرى تحميل الشحنة على “إم.تي. غلف بتروليوم 4” وهي ناقلة تحمل علم ليبيريا تديرها شركة الخليج لخدمات الشحن (ش.م.ح).

وأكد مسؤولو الأمم المتحدة أن الشركات المعنية مسجلة في الإمارات وجرى التزويد بالوقود في الإمارات أيضا، لكنهم رفضوا تأكيد أسماء الشركات.

وقال المسؤولون إن تحقيقات الأمم المتحدة جارية لتحديد كيفية إجراء المعاملات المالية وتحديد المتورطين، في حين لم تتمكن “فاينانشيال تايمز” من تحديد موقع إلكتروني لشركة “أفريفين”، وفق تعبيرها.

وتقول الصحيفة إنه لا يبدو أن شركة “غلف شيبينغ اف.ز.اي” تمتلك موقعا على الإنترنت ولا يمكن الاتصال بها مباشرة، ولكن سجل الشحن عبر الإنترنت يقول إن الشركة مقرها في عجمان، وهي إمارة أخرى في الإمارات العربية المتحدة.

وتضيف الصحيفة أن شركة “ديليجينسيا”، وهي موفر بيانات للمؤسسات ومقرها المملكة المتحدة ومختصة في الشرق الأوسط، حددت شركة يعتقد أنها مساهم رئيسي في شركة “غلف شيبينغ”، لكن تلك الشركة لم ترد على الأسئلة المرسلة بالبريد الإلكتروني التي بعثتها الصحيفة ولم تجب عند الاتصال بها عبر الهاتف.

وتظهر الوثائق أن الوقود طلب من شركة تسمى الخطوط الجوية الليبية السريعة “ليبيان إكسبرس ايرلاين”، إذ لم تتمكن الصحيفة من تحديد أي شركة تعمل حاليا بهذا الاسم.

ونقلت الصحيفة عن شركة ليبيان إكسبريس، وهي شركة طيران خاصة تعمل في غرب ليبيا، بما في ذلك سيارات الإسعاف الجوي، أنها لم تكن لديها عمليات في بنغازي ولم تشارك في شحن الوقود.

وأوردت الصحيفة عن مسؤولين ليبيين أن سفينة تعرضت لخطأ تقني بعد تفريغ الوقود، وأنها محتجزة في ميناء مصراتة، الذي تسيطر عليه قوات الوفاق، وأنهم بانتظار تحقيق في انتهاك مزعوم للعقوبات الأممية على البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مبعوث الأمم المتحدة ويليامز القلق الأممي من الحادث نظرا لأن الاستيراد غير المشروع لوقود الطائرات من مؤسسة النفط الوطنية الشرقية الموازية، مرجحة استخدامها لدعم مليشيات حفتر.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط لصحيفة فاينانشيال تايمز إنه لا يوجد مبرر مدني لاستيراد وقود الطائرات إلى شرق ليبيا.

وتكرر الشركة الوطنية للنفط وقود الطائرات، وقالت إنها زودت 73 ألف طن لشرق ليبيا العام الماضي لإمداد الطائرات التجارية بالوقود على الرغم من انخفاض الحركة الجوية بسبب الصراع.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة