انتصارات حكومة الوفاق ترجح كفة ميزان القوى لمصلحتها وتضع مسار برلين في مهب النسيان

أكد وزير الدولة لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط البريطاني جيمس كلافرلي، لوزير الخارجية محمد سيالة، وقوف بلاده مع حكومة الوفاق باعتبارها الحكومة الشرعية ودعم مساعي وقف إطلاق النار، من جهته قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في ليبيا، يمكن أن تشكل جرائم حرب، تصريحات عدها البعض تحولا في الموقف بعد انتصارات قوات الوفاق الأخيرة.

انقلاب الموازين
هل بدأت كفة ميزان القوى ترجح لمصلحة حكومة الوفاق؟ سؤال بدأ يتردد في الأوساط اللبيبة والدولية على وجه الخصوص، وذلك بعد تحرير مدن الساحل الغربي من سيطرة حفتر، وجاءت آخر المواقف الداعمة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا بعد المتغيرات الأخيرة على مجريات الأحداث الأمنية في ليبيا، على لسان وزير الدولة لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط البريطاني جيمس كلافرلي، لوزير الخارجية محمد سيالة، من وقوف بلاده مع حكومة الوفاق ودعمها لمساعي وقف إطلاق النار.

دعم أممي
من جهته قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في ليبيا يمكن أن تشكل جرائم حرب، وإن الوضع على الأرض في ليبيا يدعو للقلق الشديد.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد دانت القصف العشوائي بالصواريخ من قبل مليشيات حفتر والتي سقطت على الأحياء المدنية في طرابلس ما أسفر عن وقوع إصابات.

الميدان هو المعيار
الموقف الدولي بدا في الآونة الأخيرة أكثر زخما لمصلحة الحكومة الشرعية بفضل المتغيرات العسكرية، وهو ما يؤكد أن الموقف الدولي لا يتشكل إلا وفق معطيات الحسم الميداني ومصالح الدول الباحثة عن الأقوى في ليبيا، والتي طالما كانت تعتبر حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي.

حفتر لم يعد شريكا
ويرى محللون أن المعادلة الدولية القديمة القائمة على الحوار بين حفتر من جهة وحكومة الوفاق من جهة أخرى، قد تتغير لاسيما في ضوء تصريحات السراج الذي قال إنه لن يجلس على طاولة الحوار مع حفتر بعد الكوارث والجرائم التي ارتكبها في حق كافة الليبيين، مؤكدا أنهم سعوا دائما لحل الخلافات عن طريق عملية سياسية، لكن حفتر تنكر لكل اتفاقية تم التوصل إليها، وليبيا لن تخضع مجددا لشخص واحد أو مجموعة من الأشخاص.

“برلين” معلق لغير أجل
وفي ظل تواصل الفراغ على مستوى البعثة الأممية في ليبيا بعد استقالة غسان سلامة وتراجع السفير الجزائري رمطان لعمامرة عن ترشحه للمنصب بعد الفيتو الأمريكي ضده، يبدو أن مسار برلين وما تمخض عنه قد ذهب أدراج النسيان على غرار مؤتمري باريس وباليرمو، في انتظار ما ستفرضه الأحداث على الأرض من معادلات أمنية وسياسية.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة