على طرابلس أن تحرر شرايين حياتها من ابتزاز المعتدين

بعد استمرار قطع المياه عن العاصمة منذ نحو أسبوع، وفشل المساعي لإعادته، طالبت بلدية طرابلس المركز الأحد النائب العام بفتح تحقيق وإصدار مذكرات قبض ضد من أقفل صمامات المياه بمحطة التحكم الواقعة ببلدية الشويرف، وضد من حرض على ذلك، ودعت البلدية المجلس الرئاسي إلى النظر بعين الاعتبار للمقترحات التي قدمتها البلدية منذ عام ألفين وسبعة عشر، لإنشاء محطة تحلية لمياه البحر، لحل مشكلة ارتهان أكثر من مليوني شخص للابتزاز على مدار السنوات الماضية.

لا مياه في ظل كورونا
آبار المساجد أصبحت الملجأ الأخير لسكان العاصمة للتزود بالمياه بعد قطعه عن طرابلس لأكثر من أسبوع دون أمل في عودته حتى الآن،
ومع إقرار إجراءات الحظر المفروض على أغلب المدن الغربية بسبب دخول وباء كورونا للبلاد، أصبحت حاجة المواطنين للمياه أكثر إلحاحا من ذي قبل خاصة في ظل دعوات الجهات الصحية إلى النظافة توقيا من الفيروس.

قطع الماء جريمة
بلدية طرابلس المركز لم تعد تحتمل هذا الوضع وطالبت مكتب النائب العام الأحد بفتح تحقيق وإصدار مذكرات قبض ضد من أقفل صمامات المياه بمحطة التحكم الواقعة ببلدية الشويرف، وضد من حرض على ذلك، واصفة مغلقي صمامات المياه بضعاف النفوس وبالمتاجرين بقضايا وهمية.

لابد من التحرر
بلدية العاصمة وبعد تكرر عمليات قطع المياه عن العاصمة على مدار السنوات الماضية، ويأسها من تأمين المياه التي تقع منابعه تحت سيطرة أتباع حفتر، دعت المجلس الرئاسي إلى النظر بعين الاعتبار للمقترحات التي قدمتها البلدية منذ عام ألفين وسبعة عشر، لإنشاء محطة تحلية لمياه البحر، حل يبدو أكثر من ضروري في ظل استباحة مليشيات حفتر وأتباعه لكل مصادر الحياة ولو أمكنهم قطع الهواء لكتموا أنفاس مخالفيهم عنه.

لا تعويل على الأمم المتحدة
منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا يعقوب الحلو وصف في بيان الجمعة الماضي، هذه الأفعال بالفردية التي ترمي إلى معاقبة جماعية لملايين الأبرياء، وهو تصريح استنكرته خارجية الوفاق، مشيرة إلى أن البعثة الأممية تصر منذ بداية العدوان على تجنب تسمية الفاعل باسمه في كل الجرائم رغم اعترافه بارتكابها، وتكتفي على الدوام بكلمات الاستهجان وهو ما شجع المجرمين على تكرار أفعالهم.

قطع المياه الذي سبقه استهداف لخطوط الكهرباء، ولحقه غلق صمام خط الغاز بمنطقة سيدي السائح جنوبي طرابلس، كلها أفعال مباحة في عرف مليشيات حفتر التي لا تعرف أخلاق الحرب، وطالما تقطع منابع المياه وشرايين حياة مواطني العاصمة تحت سيطرتها وفي مرمى نيرانها، فقد بات من الضروري التعجيل بتحرير المنطقة بأسرها، من ابتزاز المجرمين وإنشاء مصادر للمياه والطاقة بعيدا عن أيدي المخربين.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة