العدوان والعاصمة.. مياه مقطوعة وشبكة كهرباء تستهدف عمدا

مياه مقطوعة عن العاصمة طرابلس، وشركة الكهرباء تشكو تدمير شبكتها جراء العدوان، بالتزامن مع قصف مستشفى الخضراء المخصص لاستقبال حالات كورونا. وقبل ذلك كان وقف إنتاج وتصدير النفط.

هكذا يبدو حال طرابلس التي تستهدف المقومات الأساسية للحياة فيها بعد عام من قدرة قوات الوفاق على صد العدوان.

“إرهاب وجريمة حرب”
عميد بلدية سوق الجمعة هشام بن يوسف وصف قطع المياه عن المدنيين بالعمل الإرهابي وجريمة الحرب، على الرغم من حديثه عن وجود جهود للتفاوض مع المجموعة التي قطعت المياه للوصول معهم إلى حل؛ في الوقت الذي عد فيه عميد بوسليم عبد الرحمن الحامدي قطع المياه جريمة في حق الليبيين يحاسب عليها القانون.

واعتبرت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق قطع المياه عن العاصمة وضواحيها جريمة تضاف إلى جرائم مجرم الحرب حفتر وجماعته وانتهاكا لحقوق الإنسان وللقوانين المحلية والدولية.

وحذرت الوزارة في بيان لها من أن جريمة قطع المياه في هذه الظروف وفي ظل الجهود المبذولة لمواجهة فيروس كورونا، يعرض حياة الأطفال والأسر إلى ضرر بالغ قد يؤدي استمراره إلى نتائج كارثية؛ بحسب البيان.

تسييس المياه
وأضافت الداخلية في بيان لها الأربعاء أن استغلال المياه والمرافق الحيوية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية يدل على أن هذه القوات والأفراد التابعين لها مجرد مجرمين يصرون على ارتكاب أبشع جرائم الحرب ما لم يتم اتخاذ إجراءات عقابية في حقهم وفق الوسائل القانونية الوطنية والدولية.

وكان جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي قد أعلن الاثنين اقتحام مجموعة مسلحة موقع الشويرف وإجبار العاملين على إغلاق صمامات التدفق وإيقاف تشغيل أبار الحقول للمطالبة بالإفراج عن أحد المحتجزين وهو ما أوقف تدفق المياه إلى طرابلس وترهونة ومعظم مدن وقرى المنطقة الغربية.

كهرباء في مرمى النيران
قطاع الكهرباء كان قد تعرض للاعتداء المباشر من قبل ميليشيات حفتر، فقد قال المدير التنفيذي للشركة العامة للكهرباء علي ساسي أكد أن الشبكة الكهربائية دمرت بفعل الاشتباكات الحالية نتيجة العدوان على طرابلس، مؤكدا أن الانقطاع ليس مفتعلا وإنما بسبب انهيار الشبكة نتيجة تضرر دوائر النقل جنوب طرابلس بسبب الاشتباكات.

البدلة البيضاء مستهدفة
واستهدفت ميليشيات حفتر منذ مطلع العدوان الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف ولم يتوقف هذا الاستهداف حتى بعد انتشار فيروس كورونا عالميا وتوالي الدعوات الدولية لوقف الحرب من أجل التفرغ لمواجهة الوباء؛ حيث استهدفت ميليشيات قائد العدوان مستشفى الخضراء العام في طرابلس في السادس من هذا الشهر ما أدى إلى إصابة أحد عاملي الرعاية الصحية وإلحاق أضرار جسيمة بالمرفق الطبي؛ وهو ما عده منسق الشؤون الإنسانية يعقوب الحلو انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني؛ مؤكدا أن العدوان تسبب في تضرر ما مجموعه سبعة وعشرين مرفقا للرعاية الصحية؛ من بينها 14مرفقا تعرضت للإغلاق إضافة إلى ثلاثة وعشرين مرفقا آخر معرضة لخطر الإغلاق بسبب المواجهات؛ بحسب بيان المنسق الإنساني.

وقف تصدير النفط
وفي إجراء لا يقل خطورة عن قطع إمدادات المياه أوعز قائد العدوان لجهات ميليشيات تابعة له بوقف عمل الموانئ النفطية في شرق البلاد منتصف شهر يناير الماضي وهو ما أدى إلى إيقاف صادرات النفط الخام وتسبب في خسائر مباشرة زادت عن الأربعة مليار دولارأمريكي خلال الربع الأول من هذا العام؛ بحسب بيان مصرف ليبيا المركزي.

وتؤكد هذه الجرائم بما لا يدع مجالا للشك أن قائد العدوان لا يتوانى عن البطش والقتل والتدمير ليجبر الليبيين على العودة من جديد إلى حضيرة الدكتاتورية بعدما ذاقوا طعم الحرية؛ وهو ما يدفع الرجال إلى الوقوف ضد العدوان حتى لا تسرق تضحيات شهدائهم وتضيع حريتهم.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة