عام على العدوان ومواقف عربية وإقليمية داعمة للشرعية وأخرى متورطة في الدم الليبي

في الوقت الذي كانت تتجهز فيه الطبقة السياسية ومختلف أطراف الأزمة الليبية للذهاب إلى ملتقى جامع بمدينة غدامس للنظر في أزمة أرهقت العباد والبلاد وفي لحظة إقليمية فارقة تمثلت في ثورة في السودان وحراك شعبي في الجزائر وتحول ديمقراطي في تونس وتعديل لدستور فرعوني في مصر قرر داعمو حفتر الغدر والانقلاب على جهود الأمم المتحدة ورغبة حكومة الوفاق في حل سياسي يجنب البلاد المزيد من ويلات الحرب والقتال.

ضوء أخضر
عدوان حفتر على طرابلس والذي جاء بعد أيام قليلة من استقباله في السعودية في صورة فسرها البعض بأخذ الضوء الأخضر من الرياض وبمباركة أبوظبي والقاهرة الأمر الذي فرض على دول المنطقة المنقسمة أصلا انقساما جديدا.

حكومة الوفاق التي وجدت نفسها في لحظة تمايز لا يجدي معها المزيد من الديبلوماسية والمواربة أو انتهاج نهج توافقي فقد سقطت ورقة التوت وبانت سوءة الجميع ومن هنا فلن تجد أمامها إلا الدول صاحبة المواقف الداعمة للتحولات الديمقراطية أو الأخرى التي عرفت بحيادها الإيجابي الداعم لخيارات الشعوب.

دعم قطري للشرعية
قطر التي كانت ولا تزال في طليعة الدول التي سخرت إمكانياتها المادية والإنسانية والإعلامية لمجابهة عدوان حفتر ودعم تطلع الشعب الليبي في إنجاز ثورته، موقف لا تقف الدوحة فيه مع ليبيا فقط بل هو ذات الموقف في مصر وتونس وسورية واليمن.

تحالف ليبي تركي
تركيا التي أصبحت كابوسا لمحور الثورات المضادة بما تمثله من نموذج سياسي واقتصادي وثقل جيوسياسي داعم لنهضة دول الربيع العربي واستقرارها كانت و ما زالت حجر الأساس في كسر عدوان حفتر وداعميه على طرابلس دعم عززته حكومة الوفاق بمذكرتي تفاهم أضافتا بعدا استراتيجيا للتحالف بين طرابلس وأنقرة.

تونس.. موقف سياسي وإنساني
تونس ورغم ما تمر به من تحول سياسي فرضه عليها رحيل رئيسها الباجي قايد السبسي ومن ظروف اقتصادية صعبة إلا أنها وبحكمة الجار النصير ساندت الشرعية ودعمت حكومة الوفاق سياسيا ولم تميز بين أبناء الشعب الليبي المنقسم إنسانيا في موقف جعل الشعب التونسي خير نصير لمهاجرين مزقتهم حرب حفتر العبثية.

موقف جزائري مضاد لأطماع السيسي
الجار الغربي الآخر والذي دخل شعبه في حراك طويل بهدف إسقاط بوتفليقة ونظامه التحق بعد أن استقرت الرئاسة فيه لعبد العزيز تبون والذي أكد في خطاب تسلمه السلطة بأن دور الجزائر سيكون مختلفا عما سبق، دورا رأى البعض أنه سوف يصنع توازنا إقليميا مؤكدا وسوف يحد من التمدد المصري غير المسبوق في ليبيا.

المملكة المغربية تدعم شرعية انتجها اتفاق الصخيرات
وليس بعيدا عن الجزائر جاء موقف المملكة المغربية الداعم للحكومة الشرعية والمنسجم مع ما قدمته من دعم للشرعية بدأ باحتضان حوار سياسي أنتج الحكومة المعترف بها دوليا بل وبات يعرف باسم اتفاق الصخيرات المغربية والتي مازالت مستمرة في الاعتراف بحكومة الوفاق كممثل وحيد للشعب الليبي.

الكويت موقف حكيم
الكويت التي يوصف أميرها بالحكيم وبوعي خليجي لدور أبوظبي والرياض المدمر في ليبيا سلكت مسلكا حكيما وغير مزدوج في اعترافها بحكومة الوفاق واستعدادها لدعم كل جهد مخلص يخرج ليبيا من أزمتها وينهي الحرب ليبني دولة مدنية ضحى ولا يزال يضحي من أجلها.
إذن هي مواقف سجلها التاريخ وحفظتها الذاكرة الليبية لتنقلها للأجيال القادمة غير أن نفس التاريخ ونفس الذاكرة سجلت مواقف الإمارات والسعودية والأردن ومصر في باب الدم والدمار وبشهادة تقارير لجان خبراء الأمم المتحدة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة