مؤتمر ميونخ للأمن.. تحذيرات من كارثة إنسانية بليبيا

حذر تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن من تحول ليبيا إلى ما سماها أزمة ذات أبعاد سورية، قائلا إن هناك كارثة إنسانية أخرى وشيكة منذ أن شن حفتر ما وصفه بالمعركة الحاسمة للسيطرة على طرابلس في ديسمبر الماضي.

تمسك حفتر بالخيار العسكري
وأضاف التقرير أن الجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار وتنفيذ حظر الأسلحة والعودة إلى العملية السياسية تواجهه تحديات كبيرة، مؤكدا تمسك حفتر بالخيار العسكري وتدخل أطراف خارجية في الشأن الليبي أعاق الجهود المبذولة لإنهاء النزاع.

إصلاحات سياسية
وأشار تقرير ميونيخ للأمن إلى أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى وحدة الهدف فيما يتعلق بليبيا وتنازل تدريجيا عن دوره في حل المسألة الليبية، وقال إن السياسة التي يتبعها الاتحاد دون إيجاد إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة لن تحقق الاستقرار.

لجنة متابعة مخرجات برلين
وفي السياق أكدت لجنة متابعة نتائج برلين، التي تضم 13دولة بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي والجامعة العربية، أكدت التزامها بتنفيذ هذه مخرجات المؤتمر بالكامل.

وقف إطلاق النار
ودعت اللجنة الأطراف الليبية إلى الحفاظ على الهدنة والإسراع في المفاوضات المتعلقة بوقف دائم لإطلاق النار، ورحبت بالاجتماع الأول للجنة العسكرية (5+5)، والمحادثات الاقتصادية إضافة إلى الحوار السياسي المقرر عقده في السادس والعشرين من فبراير الجاري.

وأوضحت لجنة المتابعة الدولية بشأن ليبيا أنها ستجتمع بانتظام على مستوى كبار المسؤولين، وقالت إن اجتماعها الثاني سيكون في إيطاليا على أن تترأس الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي الاجتماعات الأخرى.

عقوبات اقتصادية على المخالفين
المشاركون في النسخة 56 من مؤتمر الأمن بميونخ؛ شددوا على ضرورة تنفيذ مخرجات برلين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.

هذا و يتصدر الملف الليبي أجندة المؤتمر، حيث تحاول دول الاتحاد الأوروبي الانخراط بشكل أكبر لحل النزاع في ليبيا وسط تحذيرات من أن تقاعس الأوروبيين قد يحول ليبيا إلى سوريا جديدة.

تدابير ملموسة
وحث رئيس المؤتمر “فولفغانغ إيشنغر” المجتمع الدولي على اتخاذ تدابير ملموسة بناء على قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والامتثال له، مشيرا إلى ضرورة فرض عقوبات اقتصادية على كل الدول التي تقوم بخرق فرض توريد السلاح إلى ليبيا.

دعم أمريكي
من جهته أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره الألماني هايكو ماس دعمهما للجهود الدولية المستمرة لوقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية وإنهاء التدخل الأجنبي.
بومبيو تعهد بمواصلة دعم الولايات المتحدة لسيادة ليبيا، وشدد على أهمية التنسيق الأمريكي الألماني في مواجهة الأعمال العدائية والمزعزعة للاستقرار في المنطقة.

حفتر ليس انفصاليا!
وفي تصريح يوضح مدى الدعم الروسي لقائد العدوان حفتر قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن حفتر ليس رمزا للانفصالية حيث إنه يمثل أحد أطراف الصراع باعتراف الأمم المتحدة، على حد تعبيره.
لافروف على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن ادعى أن روسيا تبذل جهودها مع الشركاء الدوليين لمساعدة الليبيين، داعيا إلى عقد قمة للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة الأزمة.

توافق تركي فرنسي
ورغم خلافهما اتجاه ما يحدث في ليبيا شدد وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال لقائه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ، على ضرورة وضع حد للتدخل الأجنبي في ليبيا وانتهاكات حظر الأسلحة، منوها إلى أهمية التنفيذ الكامل لنتائج مؤتمر برلين.

أوغلو أكد أن الحل الوحيد بعد ترسيخ وقف إطلاق النار في ليبيا، هو الحل السياسي، وأن انتهاكات مليشيات حفتر تشكل أكبر خطر ميداني، داعيا إلى ضرورة إيقاف هجماتهم ضد المدنيين.

استكمال الجهود الدولية
مؤتمر ميونخ الذي غابت عنه الأطراف الليبية وحضرته القوى الخارجية، قد لا يقدم حلولا جاهزة للأزمة، لكنه بحسب متابعين، قد يعطي لبنات أساسية ترتكز عليها أي حلول مستقبلية، وهو ما ذهبت إليه الخارجية الألمانية حين اعتبرت أن ما سيتمخض عنه المؤتمر سيكون بمثابة استكمال للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء التدخلات الخارجية وضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار وإيقاف إمداد طرفي الصراع بالسلاح.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة