خلاصة برلين.. رفض الحل العسكري والعودة لطاولة المفاوضات.. فهل ستنجح؟!

أكد البيان الختامي لمؤتمر برلين دعمه للاتفاق السياسي الليبي كإطار عملي للحل السياسي في البلاد، ودعا إلى إنشاء مجلس رئاسي فعال وتشكيل حكومة واحدة يوافق عليها مجلس النواب.
وحث البيان المكون من 55 بندا وبمشاركة 12 دولة إلى جانب مشاركة وفد المجلس الرئاسي الذي يضم وزيري الخارجية والداخلية ووفد حفتر المكون من أبناء عمومته في اجتماعات جانبية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل واخرين، جميع الأطراف الليبية على استئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة والانخراط فيها بطريقة بناءة، ما يمهد الطريق لإنهاء الفترة الانتقالية من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية.

وقف إطلاق النار
لعل الجديد في بنود مؤتمر برلين ترشيح السراج وحفتر ممثلين لهم في اللجنة العسكرية (5+5)، لضمان احترام وقف دائم وفعال لإطلاق النار؛ وتشكيل لجان تقنية لضبط ومراقبة تطبيق وقف إطلاق النار، إلى جانب التزام المشاركين بعدم التدخل في النزاع المسلح والشؤون الداخلية لليبيا، ووضع الية لفرض العقوبات على من ينتهك هذه القرارات.

أما سياسيا.. فقد حث المجتمعون جميع الأطراف الليبية على إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة، وإنشاء مجلس رئاسي فاعل، وتشكيل حكومة موحدة وشاملة وفعالة من مجلس النواب، إلى جانب مطالبة مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي؛ بالتحرك ضد من سماهم مخربي العملية السياسية، تماشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

بارقة أمل
عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب اختتام المباحثات عن أن مؤتمر برلين وضع مسارا جديدا ليكون بارقة أمل لليبيين بهدف الإسهام بشكل كبير في دعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا

وأضافت ميركل أن المشاركين في مؤتمر برلين متفقون على تثبيت الهدنة في ليبيا، وأنه ليس هناك من حل عسكري للأزمة الليبية، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي غسان سلامة سمى لهم اللجنة العسكرية المكونة من (5+5) والتي ستجتمع الأسبوع المقبل لبحث وقف إطلاق النار في ليبيا وفق قولها.

هدنة وليست وقف لإطلاق النار
من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن هناك هدنة وليس هناك وقف لإطلاق النار وأن المشاركين التزموا بالضغط لتنفيذ ذلك، قائلا إن الخطوات المقبلة ستبدأ بتعيين طرفي الصراع ممثليهما في اللجنة العسكرية بعد أيام، وبدء المشاورات للعودة للعملية السياسية.
وأوضح غوتيرش في مؤتمر البيان الختامي لمؤتمر برلين أن التصعيد في ليبيا وصل إلى مرحلة خطيرة مؤخرا وقد أوقفنا ذلك بعملية برلين حسب قوله.
وذكر غوتيرش أنه لا حل عسكريا في ليبيا وأن كل المشاركين أكدوا ذلك رغم دعم البعض لطرفي النزاع،حاثا جميع الأطراف والمجتمع الدولي على الالتزام بقرارات مجلس الأمن بخصوص حظر السلاح.

تقدم ملحوظ
أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فقد أكد في تصريحات صحفية، أن مؤتمر برلين شهد تقدما ملحوظا من أجل المضي في وقف كامل لإطلاق النار في ليبيا، معربا عن أمله في إعادة فتح منشات النفط الليبية كنتيجة للقمة، وفق قوله.

برلين.. هل هو امتداد للاتفاق الروسي التركي؟!
بالرجوع للوراء قليلا فإن فكرة مؤتمر برلين لم تكن غائبة عندما قررت تركيا إبرام اتفاقيتيها البحرية والأمنية مع حكومة السراج، فقد كانت مطروحة قبل ذلك بأشهر وانطلقت الاجتماعات التمهيدية للمؤتمر منذ سبتمبر الماضي، وكان الحديث عن موعد انعقاده حينها لا يتجاوز أواخر العام الماضي ثم تغير الموعد إلى شهر فبراير من العام الحالي.

غير أن اختيار 19 يناير موعدا رسميا لانعقاد مؤتمر برلين بعد المبادرة التركية الروسية بوقف إطلاق النار في ليبيا المعلن عنها في الثامن من يناير من إسطنبول والذي حدد في 12 يناير، وتم توقيعه من جانب واحد في موسكو قبل ستة أيام فقط من اجتماع برلين، جعل كثيرا من المحلليين يجمعون بأن مؤتمر برلين استفاد كثيرا من اجتماع موسكو الذي لم يكن مجرد وثيقة لوقف إطلاق النار بل حدد خطوات مهمة تتبعه منها اللجنة العسكرية المشرفة على احترام الاتفاق والتحركات السياسية بعد ذلك، بل إن البعض يعتقد أنه لو طور اتفاق موسكو لما كانت هناك حاجة أصلا لبرلين.

حتى أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اعتبر مؤتمر برلين خطوة صغيرة نحو التسوية في ليبيا وأنه لا حوار جديا بين طرفي النزاع في ليبيا وانعدام الثقة بينهما مايزال سائدا كانت في هذا السياق، رغم اعترافه بأن الاجتماع كان مفيدا بشكل عام.

تأكيد الدور التركي الروسي
كما أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو المتفائلة بأجواء برلين، عزاها إلى تعهدات الرئيسين التركي والروسي والمستشارة الألمانية والمبعوث الأممي إلى ليبيا، التي وصفها بالصادقة للعمل على تخفيف المخاطر والسعي لإحلال وقف إطلاق نار دائم في ليبيا، فوجود تركيا وروسيا على رأس المتعهدين بإنجاح مؤتمر برلين تأكيدا لدورهما في اتفاق روسيا.

وبالمقارنة بين وضع محاور القتال على الأرض منذ بداية المبادرة التركية الروسية في 12 يناير الجاري وما تلتها من أيام حتى مع امتناع حفتر على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في روسيا، وبين وضعها قبل مؤتمر برلين وأثنائه وحتى بعده، فقد كان اتفاق موسكو أكثر نجاعة في تثبيت الهدنة وشهدت المحاور هدوءا بخلاف الخروقات التي تزامنت مع اجتماع برلين وبعده.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة