السراج يرفض لقاء حفتر في روما ويحرج الحكومة الإيطالية

أكد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل أنه لا وجود لحل عسكري للأزمة الليبية وأن المزيد من العمل العسكري سيكون ذا عواقب وخيمة على الليبيين والمنطقة بأسرها.
فبعد مرور تسعة أشهر وتزيد ربما كانت هذه الفترة كافية حتى يشعر الأوروبيون بخطورة الأوضاع في ليبيا وهو ما جاء على لسان الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية “جوزيب بوريل” خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج في بروكسل الأربعاء على هامش اجتماع هيئة المفوضين الأوروبية لمناقشة الأزمات في ليبيا ودول أخرى.

شعور متأخر
الأوروبيون تأخروا في الشعور بخطورة الأوضاع في ليبيا بعد تسعة أشهر وأربعة أيام من بداية عدوان حفتر الذي نفذ مسلحوه أبشع الجرائم في عدوانهم على طرابلس ومدن أخرى بالبلاد.
الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي وعقب لقائه السراج قال إنه سيلتقي زعماء ليبيين اخرين في بروكسل أو روما لتحليل الوضع معهم.. فحتى شعور الأوروبيين بخطورة الوضع في ليبيا يحتاج إلى تحليل يعقبه.. ويتساءل مراقبون كم روح ليبية يريدها الاتحاد الأوروبي حتى يضغط على بعض دوله وبعض الدول العربية الداعمة لحفتر للتوقف عن دعمه وتأجيج الصراع في ليبيا؟

الاتفاق التركي يحرك المياه الساكنة
الحراك الأوروبي الذي تسارع تجاه الأزمة في ليبيا لم يأت إلا بعد أن قامت حكومة الوفاق الوطني والحكومة التركية بتوقيع مذكرتي تفاهم دخلتا حيز التنفيذ، وهو الأمر الذي وجد الأوروبيون أنفسهم معه مضطرين إلى مسابقة نسق الأحداث والمبادرات الإقليمية لحل الأزمة الليبية بعد أن اكتفى الاتحاد الأوروبي وأغلب الدول المنضوية تحت كيانه خلال تسعة أشهر بالتعبير عن القلق والاستنكار والإدانة لما يحدث في ليبيا من عدوان يقوده حفتر.

روسيا تدخل سباق الملف الليبي
جاءت روسيا الخجولة من تورط شركة فاغنر الروسية التي تحارب مع حفتر، والتقطت زمام المبادرة بالتفاهم مع تركيا ما أسفر عن توافق الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على مطالبة الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار بداية من الثاني عشر من يناير الجاري والجلوس إلى طاولة التفاوض من أجل السلام وهو الأمر الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية التركية تشاووش أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في إسطنبول.

فشل إيطالي لجمع السراج وحفتر
في موقف آخر يكشف صراع التنافس الأوروبي على ليبيا فإن حنين إيطاليا إلى ما تعتبره شاطئها الرابع، جعلها تغرد وحدها خارج سرب الاتحاد الأوروبي وقامت عبر رئيس وزرائها جوزيبي كونتي بدعوة السراج إلى زيارة روما بعد رحلته إلى بروكسل، وشرع السراج فى زيارة إيطاليا ومنها إلى ألمانيا خلال أربع وعشرين ساعة، ولكن وصول حفتر قبل السراج دون أن يوضح الإيطاليون ذلك، ، جعل رئيس المجلس الرئاسي يحول وجهته إلى طرابلس، ففشلت إيطاليا في صنع لقاء بين الرجلين، مثل فشلها في تحديد موقف واضح تجاه الأزمة الليبية.

صفعة سياسية وفشل دبلوماسي
نائب بمجلس الشيوخ الإيطالي، اعتبر أن رفض رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لقاء رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في مقر الحكومة بروما، صفعة وفشلا نهائيا للحكومة الإيطالية في الملف الليبي
وقد نقلت وكالة اكي الإيطالية عن رئيسة كتلة حزب فورتسا إيطاليا بمجلس الشيوخ “انا ماريا بيرنيني”، أن ما حدث يمثل فوضى دبلوماسية غير مسبوقة، قائلة: “إن دعوة رئيس حكومة دون إبلاغه بوجود عدوه اللدود يعني إما المبالغة بالمكانة التي تمتلكها إيطاليا كوسيط دولي، أو أن ساستنا مجرد هواة”.

مساع أوروبية ناقصة التأثير
وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة كان قد أكد أن الحكومة أبلغت وفد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يعتزم زيارة طرابلس في السابع من يناير الجاري بتأجيل زيارتهم حيث ناشد سيالة أيضا محكمة الجنايات الدولية اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للتحقيق في جريمة قصف الكلية العسكرية بطرابلس، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة.
كل هذا الحراك الأوروبي لا يعني شيئا إذا لم يفلح في وقف عدوان حفتر والدول الداعمة له على الليبيين.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة