بعد تأجيل زيارتهم لطرابلس.. الأوروبيون قلقون ويدعون لوقف القتال

عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من التصعيد العسكري في ليبيا قبيل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد يوم الجمعة المقبل.

وجدد الأوروبيون في بيان لهم الثلاثاء تأكيدهم على التزامهم بوقف القتال حول طرابلس وأماكن أخرى بليبيا؛ فضلا عن مناقشة كيفية مواصلة الاتحاد الاوروبي مساهمته في الوساطة الأممية بالعودة إلى الحل السياسي فيها.

وشدد بيان الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة على جميع أعضاء المجتمع الدولي باحترام حظر السلاح المفروض على ليبيا؛ معتبرين أن استمرار التدخل الخارجي يؤجج الأزمة بليبيا.

أوروبا عاجزة!
ويأتي بيان الأوروبيين الذي أشار إلى رفض التدخل الخارجي، عقب تصريحات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف خلالها الدور الأوروبي بالعاجز.

ويشهد الدور الأوروبي في ليبيا تراجعا كبيرا وبحسب مراقبين فإن الأسباب تعود إلى التعامل البرجماتي للأوروبيين مع ما يجري في ليبيا ، الأمر الذي أدى إلى تنافس فرنسي إيطالي وصل إلى حد الصراع الخفي، ثم الصراع المعلن، وانتهاء بالحرب الكلامية، قبل العدوان على طرابلس.

اليوم وبعد أكثر من 9 أشهر من العدوان على العاصمة يبدو الدور الأوروبي أكثر تراجعا من أي وقت مضى، مقابل مخاوفهم من دخول تركيا في منطقة المتوسط عن طريق اتفاقية ترسيم الحدود البحرية ، ثم اتفاقية التعاون العسكري مع ليبيا.

وكان وزير الخارجية محمد سيالة قد أكد لقناة ليبيا الأحرار في وقت سابق، بأن حكومة الوفاق أبلغت وفد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي كان يعتزم زيارة طرابلس هذا الثلاثاء، بتأجيل زيارتهم إلى موعد آخر.

أنقرة وموسكو تثيران أوروبا
وإذ فشل الأوروبيون في صياغة موقف موحد من الأزمة، باستثناء فرنسا التي دعمت خليفة حفتر ، وهي أيضا خسرت نصيبا كبيرا من نفوذها لصالح روسيا، فإن أطرافا دولية أخرى من بينها تركيا وروسيا أخذت زمام المبادرة وتحركت في الفراغ الذي تركه عجز القارة العجوز التي لم تستطع إيجاد إطار للتسوية واكتفت بالبيانات والدبلوماسية الباردة التي ساوت بين المعتدي والمعتدى عليه.

العودة للحل السياسي الذي مافتئ الأوروبيون يدعون إليه لايبدو واردا مع تصاعد غبار المعارك حول طرابلس، ولعل ماسيحصل هو خسارة الأوروبيين لجارتهم الجنوبية ، لصالح أطراف أخرى أمام انحسار دورهم، ليبقى أفقهم محصورا بمصالحهم وهي النفط، والهجرة غير النظامية، ومكافحة الإرهاب.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة