واشنطن ترفض زيارة حفتر لها وتطالبه بوقف هجومه “المدمر” على طرابلس

نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أمريكي لم تسمه قوله؛ إن الوفد الأمريكي الذي التقى “خليفة حفتر” الأحد الماضي، أبلغه بضرورة إنهاء هجومه “المدمر” على طرابلس.

ووفق الصحيفة فقد أوضح المسؤول أن الوفد الأمريكي رفيع المستوى، حمل رسالة واضحة لحفتر مفادها أن واشنطن قلقة من التوغل العسكري في طرابلس الذي سيكون كارثيا، وفق تعبيره.

واشنطن ترفض حفتر
وأضاف المسؤول الأمريكي أن بلاده تسعى إلى حل الإشكاليات العالقة، وقد طلبت من جميع الأطراف إيجاد طرق للحد من العنف والذهاب نحو انتخابات حرة ونزيهة، وشددت على ضرورة الحد من التدخل الروسي في ليبيا.

كما قالت الواشنطن بوست إن المسؤولين الأمريكيين رفضوا الجهود التي يبذلها أفراد مرتبطون بحفتر بهدف ترتيب زيارة له إلى واشنطن خلال الأشهر الماضية.

تصريحات جاءت بعد ساعات من أخرى لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية “ديفيد شينكر” الذي قال إنهم حثوا على إنهاء الصراع الليبي ووقف إطلاق النار والعودة إلى الحل الساسي، ضمن اجتماعات الدول الثلاث دائمة العضوية في باريس.

وقف “التأجيج” الخارجي
وأشار مساعد وزير الخارجية الأمريكي في تصريحات نشرتها الخارجية الأمريكية، إلى أنهم طلبوا من الأطراف الخارجية تعهدات حقيقية للتوقف عن تأجيج العنف، مؤكدا أنهم شددوا في لقاءاتهم بحكومة الوفاق وحفتر على أن التدخل العسكري الروسي يهدد السلام والأمن والاستقرار في ليبيا.

كما أن حساب السفارة الأمريكية قال عقب لقاء السراج بنورلاند إن الجانبين ناقشا خلال لقائهما الاثنين الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للصراع في ضوء التدخل الروسي المتصاعد.

الأحرار تكشف فحوى اللقاء
تصريحات الواشنطن بوست جاءت بعد يوم من كشف مصدر دبلوماسي لـ”ليبيا الأحرار”؛ عن إبلاغ الوفد الأمريكي الذي التقى “خليفة حفتر” في الــ24 من نوفمبر، بضرورة إيقافه للحرب التي يشنها على طرابلس بشكل فوري، والقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات.

وذكر المصدر الدبلوماسي أن الوفد الأمريكي؛ نقل خلال لقائه حفتر في فندق “فور سيزون” بالعاصمة الأردنية عمان، تأكيد إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بأن التدخل الروسي في ليبيا خط أحمر ويجب أن يتوقف.

وأكد المصدر الدبلوماسي أن الأمريكيين أوضحوا لحفتر أن التشكيلات المسلحة سيجري التعامل معها عبر وزير الداخلية “فتحي باشاغا”، وأنها لسيت مبررا لهجومه على طرابلس، مؤكدا أن حفتر اعتذر بنفسه للوفد الأمريكي عن إسقاط طائرة “الأفريكوم” الخميس الماضي.

وضم الوفد نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “فيكتوريا كوتس”، والسفير الأمريكي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند”، والنائب الأول لمساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية في وزارة الطاقة الأمريكية “ماثيو زايس”، ونائب مدير الإستراتيجية والمشاركة في “الأفريكوم” العميد “ستيفن ديميليانو”

انزعاج أمريكي
ويرى متابعون أن أكثر ما أخرج الولايات المتحدة عن صمتها رغم دعمها خلال المدة الماضية لحفتر هي التقارير الصحفية المتتالية عن تورط شركة فاغنر الروسية في تجنيد مرتزقة روس للحرب في صفوف قوات حفتر، إضافة إلى اتهامات موثقة بالأدلة عن هذا الدعم الروسي المباشر لحفتر من قبل حكومة الوفاق وتحرك أعضاء منها في أروقة صنع القرار في أمريكا بالذات.

كما أن إقرار الناطق الرسمي باسم حفتر “أحمد المسماري” لأول مرة في تصريحات صحفية بوجود عسكريين من روسيا يشاركون مع قواتهم في العدوان على طرابلس أحرج الولايات المتحدة مما دفعها إلى استشعار الخطر الروسي في ليبيا.

أضف إلى ذلك إسقاط الطائرة الأمريكية دون طيار التابعة للأفريكوم فوق طرابلس الخميس الماضي من قبل قوات حفتر – رغم اعتذار الأخيرة عن ذلك – إلا أن ذلك الاعتذار لا يبدو كافيا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة