إحاطة سلامة.. وسياسة شد العصا من الوسط

قال المبعوث الأممي إلى ليبيا “غسان سلامة”؛ إن القصف الذي استهدف مصنعا بمنطقة وادي الربيع يرقى لجريمة حرب، حتى لو كان غير مقصود أو بشكل عشوئي، وأضاف سلامة في إحاطته أمام مجلس الأمن الاثنين؛ أن عدد القتلى من المدنيين في طرابلس، ارتفع بشكل كبير خلال الأيام الماضية، إلى جانب نزوح مستمر للعائلات من مناطق الاشتباكات.

المرتزقة والشركات الأمنية تؤجج الحرب
وأكد سلامة توثيق البعثة لنحو ثمانمائة غارة جوية شنتها طائرات دون طيار تابعة لقوات حفتر على مناطق متفرقة من طرابلس، منذ بدء الهجوم مطلع أبريل الماضي؛ إضافة إلى 60 هجوما على الأطقم الطبية وسيارات إسعاف بشكل متعمد.

وأرجع سلامة في إحاطته استمرار المعارك على تخوم طرابلس إلى الاستعانة بالمرتزقة والشركات الأمنية الأجنبية وتواصل تدفق السلاح رغم قرار الحظر على الأسلحة المفروض على ليبيا.

مساع لإعادة تشغيل مطار معيتيقة
وأفاد المبعوث الأممي أن مطار مصراتة استهدف 11 مرة على الأقل بضربات جوية دقيقة منذ مطلع سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أنه من الضروري إعادة فتح مطار معيتيقة في أقرب وقت ممكن.

وأضاف سلامة أنه يعمل حاليا بالتعاون مع وزيري الداخلية والمواصلات في حكومة الوفاق؛ على اتخاذ عدد من الخطوات العملية لإعادة افتتاح المطار، من بينها وضع حدود واضحة للقسمين المدني والعسكري من المطار، فضلا عن إنشاء صالة خاصة بالأمم المتحدة.

سرقيوه .. أنماط عنف ضد المرأة
وتطرق سلامة إلى حادثة اختطاف النائبة عن بنغازي سهام سرقيوه المستمرة منذ أكثر من 3 أشهر؛ قائلا إن السلطات في المنطقة الشرقية لم تتمكن من إعطاء معلومات عن مصيرها، عادا استمرار اختطافها بأنه جزء من نمط أكبر من أنماط العنف ضد المرأة.

وأكد سلامة أن البعثة عاكفة على توثيق حالات القتل والاختفاء القسري، من بينها حالة امرأة ليبية تبلغ من العمر 70 عاما اختطفت في 16 أكتوبر الماضي من منزلها في بنغازي.

مؤتمر برلين .. مشاورات ونقاشات
ومع الحديث عن التحضير لمؤتمر برلين المزمع عقده، بين سلامة أنه أجرى حوارات مستفيضة مع كل من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وآمري القوات العسكرية التابعين له، وكذلك مع خليفة حفتر ومن يؤيده من سياسيين، لدعم المؤتمر والعودة للعملية السياسية.

وأضاف سلامة أن البعثة أجرت أيضا اتصالات واسعة مع الأطراف الليبية بالداخل والخارج، وآمري الوحدات المشاركة في القتال، موضحا أن هذه النقاشات أبرزت بوضوح الغضب والإحباط جراء النزاع والرغبة القوية في إنهائه.

التدخل الخارجي والصمت الدولي
من جهته، قال وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة؛ إن الاعتداء بالطيران الموجه على مصنع للمواد الغذائية بمنطقة وادي الربيع، يشكل جريمة حرب بكل المعايير.

وأوضح سيالة أن هذه الأعمال ارتكبتها مجموعات إرهابية تتبع المليشيات المعتدية، وأن كل هذا يحدث وسط صمت دولي نتيجة خلافات الدول حول الوضع في ليبيا، بحسب قوله.

وأضاف سيالة في كلمته أمام مجلس الأمن، أن طرابلس تعرضت لأبشع الجرائم منذ بدء العدوان المستمر لنحو 8 أشهر من قصف لأحياء سكنية ومقار حكومية ومستشفيات ومدارس ومطارات مدنية.

وأشار سيالة إلى أن مسألة التدخل الخارجي؛ تشكل أهم أسباب استمرار الأزمة التي تعانيها ليبيا وعدم اكتراث دول محددة بنتائج الوضع الذي وصلت له البلاد وإصرارها على اتباع طرق لا يمكن تفسيرها، إلا من خلال نزعة تسعى لترك الأمور في البلاد على ما هي وعليه من استمرار حالة الاقتتال بين الليبيين، وفق قوله.

الحديث عن العملية السياسية والإخفاء القسري والمهاجرين والعدوان على طرابلس وانتهاك حظر توريد السلاح، ليس بجديد في إحاطات سلامة أمام مجلس الأمن بل تكررت عديد المرات سابقا، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن أسباب عدم قدرة مجلس الأمن على لجم الدول الأعضاء الداعمة لحفتر بالمال والسلاح وإلزام حفتر على وقف عدوانه والرجوع لطاولة الحوار والتخلي عن السلاح.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة