استقرار نفطي وإصلاحات اقتصادية يهددها عدوان حفتر وعبث الثني

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الأحد، بلوغ إيراداتها لشهر أكتوبر 2.2 مليار دولار بزيادة 381 مليون دولار عن شهر سبتمبر الماضي؛ وتمثلت إيرادات المؤسسة في عائدات مبيعات النفط الخام، والسوائل الهيدروكربونية والمشتقات النفطية والبتروكيماوية، إضافة إلى الضرائب والأتاوات المحصلة من عقود الامتياز بحسب المؤسسة.

انتعاش اقتصادي
ارتفاع إيرادات مؤسسة النفط خلال شهر أكتوبر الماضي يمثل استمرارا لحالة الانتعاش التي يشهدها القطاع و يعزز مؤشرات الاقتصاد الكلي للبلاد؛ غير أن العدوان على طرابلس وطباعة الدينار المزور في روسيا ومحاولات بيع النفط بعيدا عن المؤسسة الوطنية؛ تمثل معرقلات لهذا المسار الصاعد للاقتصاد الوطني؛ بحسب مراقبين.

استقرار مشوب بالعبث
صعود الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من 34.9 مليار دينار في 2017 إلى 49.7 مليار دينار خلال العام الجاري؛ إضافة إلى تراجع مستويات التضخم إلى مستوى -5.4% خلال الربع الثالث من هذا العام؛ وتراجع سعر صرف الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته قبل عامين حيث بلغ 9.2 دينار للدولار إلى 4.05 دينار للدولار حاليا بحسب المصرف المركزي؛ تعد من دلائل نجاح الإصلاحات الاقتصادية لحكومة الوفاق بحسب البعض.

وفي سياق متصل فإن إيرادات النفط التي تمثل المورد الأهم لتمويل الميزانية العامة بنسبة 93% من إجمالي الإيرادات الفعلية؛ والتي أكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أنها في ارتفاع رغم تردي الأوضاع الأمنية داخل البلاد، من خلال زيادة المبيعات والحفاظ على استمرار عمليات الإنتاج؛ في وقت تتواصل فيه محاولات استهداف القطاع النفطي من قبل حفتر وداعميه المحليين والخارجيين.

قلق دولي
وكان صنع الله قد صرح في 19 سبتمبر الماضي برفض أي محاولات لتقسيم قطاع النفط وتسييسه خدمة لمصالح ضيقة وأجندات خارجية؛ حسب تعبيره؛ مرجعا دوافع هذه الأعمال إلى الرغبة في إنشاء كيان غير شرعي لتصدير النفط من ليبيا بشكل غير قانوني؛ فيما أعربت البعثة الأممية عن قلقها إزاء جهود تقسيم قطاع النفط، مؤكدة أن المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس هي المؤسسة السيادية الوحيدة المسؤولة عن إدارة نفط البلاد،

مساعي حفتر المتواصلة لتأمين مصادر تمويل داخلية تحسبا لتوقف الدعم الخارجي له عقب تعثر عدوانه على العاصمة؛ تهدد أهم القطاعات الحيوية في البلاد؛ ولن يجدي غض الطرف عن هذه الاعتداءات الصارخة؛ بل لا بد من مواجهة صريحة لهذه المحاولات؛ بحسب مراقبين؛ لحسم الصراع الاقتصادي الذي يعد مقدمة لهزيمة قائد العدوان عسكريا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة