روسيا.. ومحاولات تكرار “السيناريو السوري” في ليبيا !

لطالما تخوف الليبيون من أن تسقط بلادهم فيما سقطت فيه بلدان أخرى كسوريا مثلا، حيث تتناهش جسمها المتهالك أطراف خارجية، تخوف كان بعيدا ربما في بادئ الأمر لكنه للأسف أصبح واقعا اليوم.

وفي هذا الصدد أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية؛ استعانة حفتر بقناصة روس لاستهداف قوات الوفاق، وكشفت أنهم يستعملون نوعا خاصا من الذخيرة كانوا قد استخدموها في أماكن أخرى خصوصا سوريا.

وقالت الصحيفة إن القناصة هم من بين حوالي مائتي مرتزق روسي وصلوا إلى ليبيا في الأسابيع الستة الماضية، كجزء من حملة واسعة النطاق قام بها الكرملين لإعادة تأكيد نفوذه في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا على حد تعبيرها.

نفس قواعد اللعبة !
وأوضحت نيويورك تايمز أن موسكو تضغط الآن بشكل مباشر أكثر لتشكيل نتائج الحرب في ليبيا، عبر إدخال طائرات سوخوي وصواريخ ومدفعية موجهة وقناصة، مشيرة إلى أنها نفس قواعد اللعبة التي لجأت إليها روسيا في الحرب السورية.

وقارنت صحيفة نيويورك تايمز بين التدخل الروسي في كل من سوريا وليبيا؛ مؤكدة تطابق ما سمته “لعبة حربها في البلدين” حيث يجري استخدام نفس القناصة ونفس السلاح ونفس الذخيرة، التي تترك ثقوبا ضيقة في الرأس تقتل فورا وتستقر في الأبدان ولا تخرج أبدا ولا يستطيع استخدامها إلا المرتزقة الروس، حسب الصحيفة.

روسيا بوجهيها العسكري والناعم في ليبيا
تدخل الروس في ليبيا نيابة عن “خليفة حفتر” لم يتوقف عند القوة العسكرية فقط؛ بل طالها إلى ما هو أنعم إلى استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لتوجيه الرأي العام إلى سياستها الخارجية في ليبيا و من تدعمه من الفاعلين فيها.

تقرير من باحثين في جامعة “ستانفورد” الأمريكية أكد قبل أيام التدخل الروسي في ليبيا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإنشاء مجموعة “فاغنر” إحدى عشرة صفحة بموقع “فيسبوك” تعنى بإنشاء ومشاركة محتوى مشحون أيديولوجيا يستهدف الظهور والتأثير محليا ويدعم قائد العدوان على طرابلس ورموز النظام السابق وتنشر معلومات مضللة.

صفحات ظهرت مع بداية العدوان على طرابلس
الباحثون في جامعة “ستانفورد” جردوا الصفحات في جدول بتواريخ إنشائها وحركة منشوراتها موضحين أن ذروة نشاط الصفحات كانت مع بداية عدوان حفتر على طرابلس شهر أبريل الماضي، بتكثيف المنشورات بما يزيد عن 5 منشورات في اليوم مجدوا فيها “حفتر” بالشعر والنصوص والصور وقدموا أخبار المؤتمرات الصحفية لقواته بالإضافة إلى دفعهم روايات مناهضة لدولتي قطر وتركيا.

فيسبوك يحذف صفحات “فاغنر” في ليبيا
الصفحات الـ11 تبين أنها من بين الصفحات التي أعلنت شركة فيسبوك حذفها لارتباطها بروسي حليف للرئيس فلاديمير بوتين، تنشر معلومات مضللة على الشبكة في ثماني دول إفريقية بينها ليبيا.

وتحدثت الشركة عن عملية استهدفت مستخدمي فيسبوك وإنستغرام في ليبيا ضمت 15حسابا و12 صفحة تنشر أخبارا محلية وقضايا جيوسياسية.

وأفاد مسؤول الأمن المعلوماتي في فيسبوك “ناثانيال غليتشر”، برصدهم المستمر للأنشطة المشابهة ووضع حد لها، وقال إن المسؤولين عن العمليات المضللة نسقوا مع بعضهم واستخدموا حسابات مزيفة لإخفاء هوياتهم، وهو ما استدعى تدخلهم..

وحسب تقرير نيويورك تايمز فإن موسكو تضغط بشكل مباشر أكثر الآن لتشكيل نتائج الحرب في ليبيا وما دخول المرتزقة والسلاح والحرب الإلكترونية إلا واحد من أوجه الشبه مع الحرب الأهلية السورية وماخفي في ليبيا ربما يكون أعظم.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة