200 يوم من العدوان على طرابلس … التعثر يطبع طريق “الفتح المبين”

دخلت حرب حفتر على طرابلس يومها الــ200؛ أزهقت فيها طائراته وقذائف مسلحيه، أرواح مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وشردت عشرات الآلاف من العائلات.

ولم يتمكن مسلحو حفتر خلال 200 يوم من المعارك والقصف والدمار؛ من تحقيق أي اختراق عسكري يذكر في طريقهم نحو ماسموه “الفتح المبين”.

وتبدو طريق حفتر متعثرة وضبابية بعدما دخلت حربه على طرابلس شهرها السابع؛ دون تحقيق نصر عسكري، اللهم إلا مئات القتلى والجرحى أغلبهم مدنيون، وتشريد عشرات الآلاف من العائلات عبر القصف الجوي الذي نفذته طائراته على أحياء مدنية في العاصمة.

بداية العدوان
العملية التي أطلقها حفتر في الـ 4 من إبريل الماضي بهدف “تحرير طرابلس من المليشيات والمنظمات الإرهابية”؛ استطاعت في يومها الأول السيطرة على مدينة غريان والدخول إلى أحياء في جنوبي طرابلس عبر الاتفاق مع كتائب في المناطق المذكورة.

صد العدوان
ولم تدم سيطرة حفتر التي جاءت مباغتة طويلا؛ بعد أن استطاعت قوات الوفاق تنظيم صفوفها والدفع بتعزيزات عسكرية من مصراتة ومدن غربية، لتتقلص المساحة التي سيطر عليها مسلحو حفتر شيئا فشئا تحت ضربات قوات الوفاق التي نجحت في إجبار مئات المسلحين على الاستسلام بينهم لواء كامل سلم نفسه لقوات من مدينة الزاوية في اليوم الثاني من العدوان.

التراجع العسكري
ونجحت قوات حكومة الوفاق سريعا بعد نجاحها في صد العدوان والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم؛ في تحقيق تقدمات عسكرية في محاور جنوبي طرابلس وطردها لمسلحي حفتر من مدينة غريان؛ فضلا عن تحييد قادة بارزين من مسلحي حفتر في ضربات جوية في مدينة ترهونة وقاعدة الجفرة العسكرية.

الاستعانة بالمرتزقة
ومع تقلص المساحة تحت أقدام مسلحي حفتر وانسحاب الكثير منهم من المعارك اضطر للاستعانة بمئات المرتزقة من حركات المعارضة السودانية والتشادية للقتال معه، قبل أن يتعاقد مع شركة “فاغنر” الروسية لتوريد مئات المرتزقة الروس للقتال في صفوف مسلحيه.

التأثيرات الإنسانية
إنسانيا دفع المدنيون الفاتورة الأكبر للعدوان، حيث واصلت قوات حفتر وطيرانه إمطار أحياء طرابلس بالقذائف والصواريخ والغارات الجوية التي دمرت أحياء وأودت بحياة مدنيين بينهم أطفال، هذا فضلا عن استمرار حفتر في استهداف الأطقم الطبية والمنشآت المدنية التي من بينها مطار معتيقة، والذي لم يشفع له خروجه من العمل من الاستهداف المتكرر حتى يومنا هذا.

العملية السياسية
ومع استمرار الحرب يبدو الحديث عن العودة للعملية السياسية غير وارد بالنسبة لحكومة الوفاق التي أكد رئيسها “فائز السراج” أن لا حوار مع حفتر، وأن ماقبل الرابع من إبريل لن يكون كما بعده حيث أكد أن التفاوض مع المنطقة الشرقية لن يكون محصورا مع حفتر.

ومع عقد مؤتمرات حول ليبيا وترقب عقد أخرى إلا أن مستقبل العملية لايزال غير واضح المعالم مع إصرار حفتر على الحل العسكري ورفض حكومة الوفاق التفاوض معه، وسط انقسام في المجتمع الدولي حول ليبيا واستمرار دول إقليمية في دعم عدوان حفتر على العاصمة.

وأمام الفشل في تحقيق أي اختراق عسكري وانتقال عملية حفتر العسكرية إلى عدوان على المدنيين تبرز مخاوف أن تتفاقم معاناة أكثر من مليوني نسمة بالعاصمة خصوصا أن القصف الجوي الأعمى لطيران حفتر لم يعد يقتصر فقط الأحياء التي تدور بها المعارك بالعاصمة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة