مجزرة الفرناج.. أصابع اللوم توجه للبعثة وسط تغير خطابها

بين الإدانات الخجولة والبيانات التي تقرأ على عدة أوجه فلا تزعج هذا الطرف أو ذاك، لا تزال البعثة الأممية تنساق في بيانات التوصيف والتعبير عن الصدمة والقلق إزاء كل الجرائم والقصف العشوائي على المواقع المدنية في العاصمة طرابلس.

جيش وطني أم قوات اللواء
ففي مجزرة الفرناج التي راح ضحيتها ثلاثة أطفال من عائلة واحدة وجرح ثمانية آخرون في قصف طيران حفتر على المنطقة المكتظة بالسكان، ذكرت البعثة في بيانها أنها تحت الصدمة إزاء هذا الاعتداء الذي تفيد التقارير بأن طائرة مقاتلة تابعة لمن وصفتها بقوات الجيش الوطني قد نفذتها، وفق قولها، واللافت هنا هو وصف قوات حفتر بالجيش الوطني هذه المرة، بعد أن وصفتهم البعثة بقوات اللواء حفتر حينما قصف نادي الفروسية بجنزور القريب من مقر سلامة وموظفيه.

وبالنظر في بيانات البعثة الماضية حول قصف المطارات والمواقع المدنية وحديثها في أكثر من مرة عن إرسال لجان رصد وتفقد لمواقع القصف، إلا أن اللافت فيها حتى الآن هو أنها لم تصدر عنها أي إدانات فعلية تجرم مرتكبيها، وكأنها لم تكتب إلا لقطع ملامة أو لامتصاص غضب.

تخاذل البعثة
ولعل كل هذه المواقف الصادرة عن البعثة الأممية دفعت هذه المرة وزارة الخارجية إلى ما سمته بالموقف المتخاذل أمام استمرار قوات حفتر لقصف المواقع المدنية بالعاصمة، إلى جانب تحميل المجلس الرئاسي ووزارة الداخلية بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الجرائم وتوثيقها.

وما زاد الطين بلة إزاء البعثة الأممية والمجتمع الدولي بالعموم هي المواقف المزدوجة أمام هذا العدوان الغاشم الذي تتعرض له العاصمة ويقصف فيه الأبرياء منذ أشهر، في وقت كانت فيه الحماسة هي العنوان لعقد ملتقى وطني يجمع الأطراف الليبية والتهديد بعقوبات دولية لمعرقليه.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة