طالب مجلس النواب بطرابلس مجلس الأمن بضرورة فرض حظر للطيران العسكري فوق الأراضي الليبية لحماية المدنيين وحفظ السلام والأمن الدوليين من عدوان من وصفه بمجرم الحرب حفتر، وتأتي هذه المطالبات في ضوء ما أصبح يشكله طيران حفتر من خطر حقيقي على المدنيين والمنشآت الخدمية كالمطارات والمستشفيات والمدارس.
لماذا ينقل حفتر المعركة إلى الجو؟
عندما تكون السماء غير آمنة، فلا شيء على الأرض في أمان، وتنطبق هذه المعادلة تماما على الوضع في ليبيا عموما وعلى المنطقة الغربية على وجه الخصوص، لاسيما في ظل العدوان المستمر على طرابلس منذ نصف عام، فاعتماد حفتر على الطيران العسكري والطيران المسير في حربه على العاصمة، لم يحقق انتصارات ذات بال على الأرض، ولم يوفر حماية لمراكز سيطرة قواته، وفقدان غريان خير مثال؛ فلم كل هذا الإصرار على نقل الحرب من الأرض إلى الجو.
القصف مقابل الهزيمة
في قراءة لتوقيت نشاط طيران حفتر الحربي، يتبين بحسب ما يؤكده خبراء عسكريون، أنه مرتبط في أغلب طلعاته بمجريات الحرب على الأرض، فكلما اشتكت قواته خسارة، تداعت له الطائرات بالقصف لكن على غير أهداف عسكرية، وهو ما اعتبره أغلب المحللين تعويضا وثأرا لهزائم في صفوف عناصره سواء على محاور القتال أو في مواقع أخرى.
استهداف ممنهج وليس خطأ
قد تفسر إصابة المواقع المدنية بعدم دقة طيران حفتر أو قلة كفاءة طياريه، غير أن تكرر استهداف المدنيين، يلغي فرضية الخطأ في التصويب، ويجعله عدوانا ممنهجا هدفه تأزيم الوضع وخلق حالة من الخوف وعدم الاستقرار بين مواطني العاصمة وما حولها، وقد تسربت مثل هذه الخطة لقطع شرايين الحياة في طرابلس وتأليب الرأي العام على حكومة الوفاق والانقلاب عليها من الداخل، لكنها باءت بالفشل.
ولكن بالرغم مما خلفه استهداف الطيران الحربي لمنشآت مدنية مثل مطار معيتيقة ثم مطار مصراتة فنادي الفروسية بجنزور، ومن قبله المستشفيات والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، والقائمة تطول، من دمار في البنى التحتية وخسائر في الأرواح، ومعاناة إنسانية، برغم كل ذلك مازال شعب العاصمة يواصل صموده ويخرج متظاهرا ضد همجية حفتر وبلطجة طيرانه.