بيان البعثة يكشف: حفتر لم يعد مشيرا وقواته ليست جيشا

وصفت البعثة الأممية في ليبيا في موقف غير مسبوق لها وهي تدين قصف نادي الفروسية في جنزور، ومعربة عن استيائها الشديد من غارة جوية شنتها ما وصفتها في بيانها.. بقوات اللواء حفتر.. ولم يبق إلا أن تقول البعثة اللواء المتقاعد ليطابق قولها الحقيقة المطلقة.

موقف أممي جديد يخرج إلى حيز الوجود يـقرأ بين سطوره أن تبدلا واضحا قد طرأ في تعامل البعثة مع حفتر بصفة رتبة المشير والقائد العام للجيش وهو الذي قام بترقية نفسه إلى رتبة المشير، ما دام بصفته العسكرية هذه، قد صار في ثوب رئيس دولة العسكر في شرق البلاد يلتقي حلفاءه في الإمارات وكذلك حاله مع مصر وروسيا.

النواب والمؤقتة.. أجسام شكلية

رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الذي يعقد مجلسه جلسات في أوقات متباعدة، اكتفى بلقاءات الأعيان والمشايخ بالمنطقة الشرقية لأجل حشد المزيد من فروض التأييد والولاء والطاعة لحفتر، حتى تقوم طائراته يساندها الطيران الإماراتي المسيـر بالعدوان على طرابلس وغريان ومصراتة وسرت كقصف مطارين مدنيين.. وكذلك المدنيين والأطفال وسيارات الإسعاف، وقبل ذلك مركز إيواء للمهاجرين، وحتى الخيول الإرهابية لم تنج من طيرانه الأحول.

رئيس وزراء الحكومة الموقتة عبدالله الثني لم يمارس سلطة الدولة المدنية كاملة بصلاحياتها المتعارف عليها في أن تظل صلاحيات وممارسات السلطة العكسرية تحت السلطة المدنية.. لذلك ظل مشغولا بمهام أخرى مثل متابعة سير العمل في جهاز الإمداد الطبي بمدينة بنغازي والموافقة على إنشاء برج للمراقبة بمطار بنينا الدولي وتوسعة محطات وقوف الطائرات، وما شابه ذلك من مهام عميد بلدية بدلا عن رئيس وزراء.

حكومة الوفاق المعترف بها دوليا ظل وصفها الدائم لحفتر أنه “مجرم الحرب ومليشياته”.. وظلت تبرز من الأسانيد ما يبرر هذا التصنيف حيث أكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أن عدوان قوات حفتر على نادي الفروسية بجنزور أدى إلى إصابة أطفال أبرياء وترويع مواطنين مدنيين؛ مستنكرا في ذات السياق الاستهداف الممنهج لمطاري معيتيقة ومصراتة المدنيين.. كما طالب الرئاسي المجتمع الدولي بموقف عاجل وحازم؛ لمواجهة تصعيد الانتهاكات وتوسيع دائرة العدوان.

سيناريوهات البعثة

وصف البعثة الأممية لحفتر باللواء، يدل على احتمالين أولهما أن البعثة وصلت إلى مرحلة القناعة الكاملة بما ظلت تؤكده حكومة الوفاق أن حفتر لن يصنع السلام بيد وهو يطلق العدوان بيده الأخرى.. والاحتمال الثاني هو إدراك البعثة أن حفتر لم يعد جزءا من حل الخلاف في ليبيا ويسعى لعسكرة الدولة، بل ويتمادى في رفض كل المطالبات الدولية له بوقف عدوانه على طرابلس.

البعثة قالت إن فريقها تحقق من قيام طائرة مقاتلة بإسقاط أربع قنابل غير موجهة على نادي الفروسية، كما تأكدت من أن الموقع الذي تم استهدافه هو منشأة مدنية ولم يتم رصد أي أصول أو منشآت عسكرية فيه حسب قولها.
واعتبرت البعثة هذا الهجوم المروع وأي هجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وحقوق الإنسان وقد تشكل جريمة حرب مؤكدة إنها سوف تتشاطر مع مجلس الأمن المعلومات والأدلة التي جمعتها بشأن قصف حفتر لمنشأة مدنية ما هي إلا ناد للفروسية في جنزور.. فهل يملك حفتر ما يجعله يكف عن ترويع البشر والحجر؟!

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة