سجن قرنادة…الداخل مفقود والخارج مولود

صورة تعبيرية

أعادت وفاة معتقلين داخل سجن قرنادة العسكري تسليط الضوء على وضعية السجناء الصحية والقانونية في المناطق التي تخضع لسيطرة حفتر، بعد أن أعلنت منظمة “رصد الجرائم الليبية” الحقوقية، توثيقها حالتي وفاة لمعتقلين داخل السجن، نتيجة الإهمال وسوء الرعاية الطبية للمساجين.

سوء الرعاية الطبية
وأوضحت المنظمة في بيان لها أن محمد الغويل البالغ من العمر 23 عاما قضى داخل السجن نتيجة إصابته بمرض رئوي وعدم السماح له بأخذ الأدوية، إضافة إلى وفاة أشرف القاضي البالغ من العمر 56 عاما داخل السجن، بسبب عدم السماح له أيضا بأخذ أدوية السكري وضغط الدم؛ إضافة إلى انتشار الأمراض المعدية داخل السجن، مطالبة ما سمتها السلطات في شرق ليبيا؛ باحترام حقوق الإنسان وتوفير الرعاية الصحية للسجناء، وتحسين الظروف الإنسانية داخل السجن، وفق البيان.

إدانات محلية ودولية
وسبق للعديد من الحقوقيين والمنظمات الدولية أن حذروا في السابق من وضعية السجناء المروعة، ومن بينها منظمة هيومن رايتس واوتش التي انتقدت صراحة تعذيب المعتقلين بقرنادة وهو ما أثار حفيظة السلطات في الشرق.
من جهتها قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن مسؤولين محليين ونشطاء من مدينة درنة، يعانون في السجون الانفرادية التابعة لقوات حفتر، وخاصة سجن قرنادة، منذ عدة أشهر، دون إحالتهم لسلطات القضاء.

ظروف اعتقال مروعة
في سجن قرنادة وبحسب شهادات لا وجود لقاض ولا وكيل نيابة ولا حتى لمحام، ولا يعرض السجين على التحقيق إلا بعد مرور أشهر على وجوده، وبعد أن يذوق أشد أنواع العذاب دون رقيب ولا حسيب.
الأمم المتحدة أدانت في تقرير لها ظروف الاعتقال التي وصفتها بالمروعة لآلاف الأشخاص في ليبيا، حيث جاء في التقرير أن مجموعات مسلحة تعذب الأشخاص الذين يتم اعتقالهم، ويضربونهم بقضبان الحديد ويصعقونهم بالكهرباء ويستعملون السجائر لحرقهم، داعية إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين عشوائيا فورا.

منع الزيارات
الوضع في قرنادة تجاوز حتى السجناء، فقد سبق لآمر السجن أن هدد أهالي المعتقلين بالقبض عليهم ووضعهم مع أبنائهم إذا ما حاولوا زيارتهم، في مخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني.
وهو ما وثقته بعثة الأمم المتحدة حيث أكدت أن عائلات المحتجزين في السجون الانفرادية التي طالبت بزيارة ذويهم، قد هددت بالعنف والاعتقال من قبل المسؤولين على السجون.
وأكدت البعثة عدم استجابة سلطات السجون التابعة لحفتر لطلباتها، بشأن زيارة السجون والاطلاع على أحوال السجناء.

مصدر رعب
باتت القبيلة والحاضنة الاجتماعية هي من تلعب الدور الرئيسي في استمرار بقاء السجناء أو الإفراج عنهم، وصار سجن قرنادة سيئ الصيت مضربا للمثل ورمزا للرعب في المنطقة الشرقية، ففيه يكون الداخل مفقودا والخارج مولودا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة